تربية و إنتاج الإبل تحت نظم مختلفة
أعداد
دكتور / حمدى قنديل
أستاذ تغذية الحيوان -مركز بحوث الصحراء
مقدمة
قال الله تعالى فى كتابه الكريم
و الأنعام خلقها لكم فيها دفء و منافع و منها تأكلون ، و لكم فيها جمال حين تريحون و حين تسرحون ، و تحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم
" صدق الله العظيم "
( سورة النحل )
هذه الآيات أوضحت لنا دور الإبل كأحد الأنعام فى حياة سكان الصحراء ، يأكلون من لحومها و يشربون من ألبانها ، و يصنعون من أوبارها بيوتهم و يحملون أثقالهم عليها
و لقد كرم الله سبحانه و تعالى الإبل في كتابة الكريم
بســــــــم الله الرحمــن الرحيــم
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى الجبال كيف نصبت و إلى الأرض كيف سطحت ……. ( سورة الغاشية )
و قد قال فيها سيدنا محمد صلى الله علية و سلم
اتقوا الله في هذه البهائم العجيبة فاركبوها صالحة و كلوها صالحة
وحتى الآن لم تحظى الإبل بأي اهتمام ضمن خطط تنمية الثروة الحيوانية في مصر و لم تستغل إمكانياتها بطريقة اقتصادية ولم تطبق عليها نتائج الدراسات والبحوث مما يجعلها من الإبل حيوان اقتصادي ، ويرجع ذلك إلى العديد من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية لسكان المناطق الصحراوية ، بالإضافة إلى المقارنات الإنتاجية الغير عادلة بين الإبل وغيرها من الحيوانات المزرعية الأخرى دون الوضع في الاعتبار الظروف البيئية لمناطق إنتاج كل منها ، كل ذلك أدى إلى إهمال قدرات الإبل كمصدر اقتصادي للدخل لسكان المناطق الصحراوية الأمر الذي أدى إلى انخفاض إنتاجيتها وهجرة مربيها إلى أنشطة أخرى . ولكن بدأت الإبل في السنوات الأخيرة تثير اهتمام الكثير من العلماء والمختصين في مجال الإنتاج الحيواني وذلك بعد أن اتضحت كفاءتها الإنتاجية والاقتصادية كحيوانات تستطيع أن تنتج وتتكاثر تحت مختلف ظروف المناطق الصحراوية من مصر ، مما سوف يؤدي إلى زيادة أعدادها وتطوير قدرتها الإنتاجية و تستطيع أن تساهم بقدر ملموس في الإنتاج القومي من اللحوم الحمراء والألبان ومنتجاتها .
وتهدف هذه النشرة إلى إلقاء الضوء على الإبل كحيوان اقتصادي منتج بما يعود بالفائدة على مربيها وتشجيع الاستثمار في مجالاتها الإنتاجية المختلفة 0
1- المكانة الاجتماعية للإبل فى المجتمعات الصحراوية
تلعب الإبل دوراً هاماً في الحياة الاجتماعية لأصحاب ورعاة الإبل في المجتمعات القبلية الصحراوية، ومما لا شك فيه أن المكانة الاجتماعية للفرد في هذه المجتمعات ترتبط ارتباطا مباشرا بعدد ما يملكه الفرد من حيوانات وعن طريق ذلك ينال التقدير و الاحترام ويكون من أهل المكانة العالية في مجتمعه. وما زال للإبل دور هام في تأدية مراسم الزواج عند بعض القبائل في الصحراء الشرقية والغربية من مصر ، وتعتبر أيضاً وسيلة لدفع الدية حين تنشب النزاعات بين أفراد القبائل. والإبل في المجتمعات البدوية لا تذبح إلا في المناسبات الكبرى كالزواج أو عند قدوم زائر ذو مكانة اجتماعية رفيعة . ويحجم الكثير من مربي الإبل عن بيع حيواناتهم الجيدة وذلك ضماناً وتأميناً للحياة ولمقابلة الزمن . و يستخدم البدو علامات لتميز الإبل فيما بينها إذا ما اختلطت مع بعضها و ذلك بالكى بالنار على منطقة الأفخاذ الخارجية أو الرقبة فتترك اثر على الجلد مكان الكى لا يزول مدى الحياة و غالبا ما تكون العلامات مميزة لكل قبيلة 0 وقد أدت التغيرات الاقتصادية السريعة التي حدثت في المحافظات الصحراوية من اكتشافات بترولية ونشاط سياحي إلى عزوف الكثير من المربين عن مهنة الرعي وتربية الحيوانات بصفة عامة مما أدى إلى تقلص الدور الاجتماعي والاقتصادى للإبل.
2 - أنواع وسلالات الإبل فى مصر
تعتبر الإبل في المرتبة الثانية بعد الأغنام وقبل الماعز انتشاراً في بعض المناطق الصحراوية وخصوصاً مثلث شلاتين – أبو رماد – حلايب ، وفي المرتبة الثالثة كما في الساحل الشمالي الغربي وشبه جزيرة سيناء . وقد سميت الإبل وفقاً لأسماء مناطق تواجدها أو القبائل التي تربيها ، ولتنفيذ برامج لتنمية الإبل لابد من التعرف على السلالات المنتشرة في مصر وتوصيف خصائصها الإنتاجية ومواصفاتها الشكلية . و تنتمى الإبل الى العائلة الجملية المعروفة بذوات الأقدام المفلطحة (الخف) حيث تنقسم جنس الجمال الى قسمين هما :
** الإبل ذات السنام الواحد ( الجمل العربى ) حيث تنتشر فى بعض بلاد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و السودان و الصومال و كينيا و موريتانيا ، و هذه الإبل تحمل على ظهرها سنام واحد0 و سنتعرض لها بالتفصيل لأهميتها فى مصر و المنطقة العربية0
** الإبل ذات السنامين و تنتشر فى المناطق الباردة من آسيا ( الصين -الهند – أفغانستان- باكستان – منغوليا – إيران ، و هى تحمل على ظهرها سنامين منفصلين بينهم مسافة و ينتهيان بطرف مدبب0
وفيما يلى وصف لأهم السلالات التي يتم ترتيبها داخل الأراضي المصرية وذلك في ضوء الحصر والتوصيف الميداني في المناطق المختلفة وكذلك للإبل الواردة من مناطق جنوب مصر والتي غالباً ما تكون وافدة من السودان :
2-1 سلالات الإبل المحلية :
أ - سلالة الإبل الزبيدي
تعتبر الإبل من سلالة الزبيدي أكثر انتشارا في مناطق جنوب مصر حيث يتعامل معها المربين كحيوانات ثنائية الغرض في استغلالها لإنتاج اللحوم والألبان ويتفاوت لون جسم الإبل الزبيدى بين اللون البنى إلى الأحمر الفاتح ، ويبلغ متوسط ارتفاع ذكور الإبل عند الأكتاف 185 سم و في الإناث 175 سم و متوسط محيط الصدر 220 سم للذكور و 205 سم للإناث في حين كان متوسط محيط الصدر عند السنام حوالي 285 سم للجنسين ، و طول الجسم من 280 – 300 سم ، و ارتفاع الحيوانات إلى أعلى نقطة في السنام بين 260 – 300 سم و قد تم تسجيل هذه القياسات للإبل الناضجة ( 5-6 سنوات)0 و تتميز هذه السلالة بالوصول إلى عمر النضج الجنسي عند عمر من 4- 6 سنوات و تلد مرة واحدة كل سنتين 0 و متوسط وزن الحوار " المولود " ( 25 كجم للإناث و 28 كجم للذكور) و يعتمد هذا الوزن على عدة عوامل متعلقة بالحيوان و أخرى بالظروف البيئية السائدة في المنطقة ، و خلال السنة الأولي من عمر الحيوان المولود فإن متوسط معدل النمو اليومي 390 جرام و خلال السنة الثانية من عمر الحيوان قد يصل معدل النمو إلى 310 جم مع ملاحظة أن معدل نمو الذكور أعلى من الإناث 0 و الإبل من سلالة الزبيدى ثقيلة الوزن حيث يصل متوسط وزن الجسم الناضج للإناث 350 كجم و يتراوح وزن الذكور الناضجة من 380 كجم إلى 450 كجم 0 إنتاج هذه السلالة من الحليب متفاوت حيث يتراوح معدل الإنتاج السنوي من 1700 إلى 3000 كجم و يمتد موسم الحليب لفترة من 9- 11 شهر 0 و ابل الزبيدى ذات وبر كثيف في منطقة الكتف والسنام ويكون الوبر خفيف على الأذن والبطن . و نسبة التصافي لذكور الإبل الزبيدي تتراوح من 40-48 % وتتوقف النسبة على وزن الحيوان وحالته الغذائية والصحية .
ب- سلالة الأصهب :
حيوانات سلالة الأصهب تستخدم أساسا في السباقات و الركوب 0 ومعظم هذه السلالة يتم دخولها إلى مصر عبر الحدود المصرية السودانية ويطلقون عليها الحيوان المخالط وتسمى أيضا البناجريت. يميز هذه السلالة لون الجسم الأبيض أو الأبيض المائل للاصفرار ويوجد الوبر على الأذن بكثافة أما بقية الجسم فالوبر خفيف . ويميز سلالة الأصهب صغر وزن الجسم حيث تم تسجيل متوسط وزن للذكور 370 كجم و متوسط وزن الإناث 300 كجم 0 وتتميز هذه الإبل بطول الجسم والقوائم والعنق الرفيع والرأس الصغيرة والأذن القصيرة والصدر العميق والخف متوسط الحجم وجلدها ناعم ووبرها قصير ولامع 0 و يبلغ ارتفاع الذكور عند الأكتاف 195 سم و الإناث 180 سم و محيط الصدر عند السنام 250 سم للذكور 230 سم للإناث ، و ارتفاع الحيوان إلى أعلى نقطة في السنام 275 سم 0 و متوسط وزن المواليد ( 22 كجم للإناث و 25 للذكور ) 0 و متوسط إنتاج اللبن لإبل هذه السلالة يتراوح ما بين 1200 كجم إلى 2500 كجم سنويا و يستمر موسم الحلابة لفترة 9 شهور في المتوسط 0 و متوسط نسبة التصافي لهذه السلالة حوالي 40 % 0 و حيوانات هذه السلالة سريعة الحركة وتستخدم بعض هذه الإبل في الركوب والحمل عندما تبلغ 3 سنوات من العمر ويفضل المربين استخدام الذكور عن الإناث في ذلك.
2-2 سلالات الإبل الوافدة من السودان
أ- ابل الدعيلية (الرشايدى)
تعتبر ابل الدعيلية من أهم سلالات الإبل الوافدة من السودان و يمكن أدراجها تحت تقسيم السلالات ثنائية الغرض ، و لون الجسم ضارب للحمرة و يفضلها اغلب المربين لقابليتها للتسمين و إنتاجيتها المتميزة من الحليب ، و يطلق عليها التجار الإبل الحمر، و تعرض حيوانات هذه السلالة للبيع في الأسواق بأعلى الأسعار لشدة الطلب عليها في إنتاج اللحوم 0 و متوسط وزن الذكور الناضجة حوالي 450 كجم في حين يتراوح وزن الإناث من 380- 420 كجم 0 و نسبة التصافي لذكور هذه السلالة حوالي 44% و نسبة الأرباع الأمامية حوالي 57% أما نسبة الأرباع الخلفية حوالي 42% من وزن الذبيحة 0 هذا بالإضافة الى ان إنتاج الحليب من سلالة ابل الدعيلية يبلغ في المتوسط حوالي 4 كجم/ اليوم في أوائل موسم الحليب ثم يقل هذا المعدل فى أواخر موسم الحليب ليصل إلى حوالي 1 كجم / اليوم و يستمر موسم الحليب لمدة 11 شهر من الولادة0
ب- ابل الدهاسيرية
تتميز ابل الدهاسيرية بان أجسامها طويلة بالمقارنة بحيوانات السلالات الأخرى كما أن قابليتها للتسمين منخفضة 0 تصل ابل الدهاسيرية إلى مصر غالبا بحالة هزيلة نظرا لطول المسافة التي تقطعها من منطقة الإنتاج حتى منافذ التسويق ، حيث وجد أن متوسط وزن الحيوانات الناضجة 280 كجم 0 و أسعار هذه الحيوانات يعتبر منخفض إلى حد ما لعدم إقبال التجار على شرائها بكثرة حيث وجد ان نسبة التصافي حوالي 40 %0 و هناك تجار متخصصون في شراء الحيوانات الهزيلة و الضعيفة و تجميعها في مناطق من صعيد مصر العليا ( أسيوط ، سوهاج ، قنا ) و تهيئتها بالتغذية الجيدة لفترة قد تصل إلى 6 شهور قبل عرضها للبيع مرة أخرى أو إرسالها إلى المجازر لغرض الذبح و طرح لحومها فى الأسواق 0
ج – ابل الصهوب
تستجلب هذه السلالة كحيوانات تستخدم للركوب أو السباق و هي تماثل سلالة الأصهب الموجودة في منطقة المثلث في مواصفاتها الشكلية و التي سبق عرضها سابقا0
ويوجد تصنيف آخر للإبل في مصر حيث تقسم الإبل إلى أربع أنواع هي: -
· السوداني وهي التي تأتي من السودان 0
· الفلاحي وهي المتواجدة في مناطق الدلتا 0
· المغربي وتأتي إلى مصر من ليبيا وتتواجد بكثرة في مناطق الساحل الشمالي الغربي 0
· المولد وهي خليط من الفلاحي والمغربي .
و عموماً لا يوجد لون محدد يفصل ما بين الأنواع وبعضها ولكن يغلب على الأنواع اللون البني الفاتح أو الضارب إلى الاحمرار وقد تكون الإبل ناصعة البياض.
وقد تسمى الإبل حسب خصائصها الإنتاجية أو الاستخدام وفيما يلى أهم تقسيمات الإبل :
2-3 التقسيم حسب الخصائص الإنتاجية
2-3-1 سلالات إنتاج اللحم
الإبل تحت هذا التقسيم تتصف بكبر حجم الجسم والرأس والسنام وطول العنق و اكتناز الجسم باللحم وشكل العظام الغليظة وتطور أرباعها الخلفية واستجابتها للتسمين سريعة .
2-3-2 سلالات إنتاج اللبن
تمتاز إبل هذه السلالة بحجم جسمها المتوسط وتطور ضرعها وتناسق حلماتها و ارتفاع إنتاجها من اللبن والذي لا يقل عن 2500 كجم في السنة .
2-3-3 سلالات ثنائية الغرض
هذه السلالة تجمع ما بين الصفات الشكلية والإنتاجية لسلالات إنتاج اللحم واللبن ، ويميل لون جسمها إلى البني أو الأحمر الفاتح وهي متوسطة الوزن ومن أشهرها الإبل الزبيدى المنتشرة في مناطق جنوب مصر أو المولد الموجودة في الساحل الشمالي الغربي.
2-3-4 إبل العمل والسفر
تعتبر إبل العمل والسفر من أقوى الأنواع حيث تتميز بكبر حجم الرأس وطول الرقبة والأكتاف الغليظة و الأفخاذ الممتلئة والخف العريض مما يساعد الإبل على السير لمسافات طويلة وهذه الحيوانات لها من المقدرة على حمل الأوزان الثقيلة حيث يتوقف مقدار الثقل الذي يحمله الحيوان على مسافة الرحلة التي تقطعها الإبل وتضاريس الأرض وسرعة السير بالإضافة إلى كمية الغذاء والماء المتوفر على طول خط سير الرحلة .
2-3-5 إبل الركوب والسباق
تسمى إبل الركوب في اللغة العربية " الذلول " وتعتبر الإبل السودانية المصدر الرئيسي لها حيث توجد أفضلها في المنطقة الواقعة بين شرق النيل ومرتفعات البحر الأحمر في السودان ، وتسمى الإبل بأسماء القبائل التي تربيها. وهذه الإبل سريعة الحركة وتتلون بالألوان الفاتحة حيث يغلب عليها اللون الأبيض أو الكريمي . وتبلغ سرعة جمل الركوب من 8-10 كم / ساعة وذلك لمسافة 50 كم في اليوم أما بالنسبة لإبل السباق فتبلغ سرعتها حوالي 16 كم / ساعة وذلك لمسافة قصيرة .
3- التركيب التشريحي للجهاز الهضمي والعظمي في الإبل
يتكون الجهاز الهضمي في الإبل من عدة أجزاء تبدأ بالفم حيث الشفة العليا مشقوقة طولياً والشفة السفلي متدلية تعملان معاً كالأصابع لالتقاط المادة الغذائية ، السطح الداخلي للفم مغطى بغشاء يحتوى على حلمات مخروطية الشكل تتجه نحو الخلف وتستطيع تحمل الأشواك الموجودة في بعض الأنواع النباتية الطبيعية عند التغذية عليها ويوجد في سقف الحلق طبقة مخاطية ناعمة تعمل على ترطيب الفم وبالتالي تعتبر عامل مساعد يقلل من شعور الحيوان بالعطش . وللإبل أنياب إضافية قوية تميزها عن الحيوانات المجترة وتختلف أجزاء المعدة في الإبل عنها في الأبقار والأغنام والماعز0 - الجزء الأول : الكرش حيث تشغل محتوياته حوالي من 10-15% من وزن الحيوان وفي الجزء الأسفل من الكرش توجد جيوب تحاط فتحاتها بعضلات قوية وتحتوى على سائل مخاطي يختلف في قوامه وتركيبه عن باقي مكونات الكرش وهذه الجيوب سميت قديماً " أكياس الماء" وساد الاعتقاد لفترة طويلة بأنها مخازن الماء في الإبل وإنها تساعدها على تحمل العطش لأيام طويلة ولكن ثبت عكس ذلك نظراً لطبيعة السائل الموجود فيها والذي يماثل اللعاب في تركيبه ، كذلك فإن حجم هذه الأكياس صغير حيث لا تتعدى سعتها 7 لترات في الجمل البالغ ومن المحتمل أن هذه الجيوب تلعب دوراً أساسياً في امتصاص منتجات التخمر من الكرش أو إنها أكياس مساعدة لإفراز الغدد اللعابية تضيف كميات كبيرة من السوائل إلى الكرش ومن الجدير بالذكر أن الجدار الداخلي للكرش في المجترات يحتوى على غدد مماثلة للأكياس الغدية الموجودة في الجدار الخارجي لكرش الإبل .
- الجزء الثاني : الشبكية وهي تماثل الموجود في المجترات الأخرى إلا أن سطحه الداخلي يوجد به أكياس غدية تخزن حوالي 2 لتر ماء 0 وتغيب في الإبل الغرفة الثالثة من المعدة المركبة ( ذات التلافيف )
- الجزء الثالث : حيث يطلق على الجزء الثالث أسم " الغرفة الأنبوبية " وهي التي تقابل التلافيف ، والمعدة الحقيقية في المجترات الأخرى حيث يختفي من الخارج الحد الفاصل بينهما ، ومن الداخل لا توجد الوريقات ويحل محلها ثنيات مع انتشار غدد أنبوبية الشكل تميز الورقية عن المعدة الحقيقية 0
طول الأمعاء الدقيقة 40 م والأمعاء الغليظة 19.5 م مع وجود أعور مماثل للموجود في الأبقار ، والطحال مقوس ولونه قرمزي ، ولا يوجد في الإبل حويصلة مرارية.
يتوقف المظهر الخارجي للحيوان والتركيب العام له على الهيكل العظمي والأنسجة العضلية التي تكسو هذا الهيكل .
4- مواصفات ومميزات أجزاء جسم الإبل
يعتبر التعرف على مواصفات ومميزات أجزاء الجسم الخارجية للإبل من الأهمية و خصوصاً عند الشروع في تأسيس مشروع تجاري في إحدى أغراض التربية أو التسمين . حيث يجب أن تكون الإبل بالمواصفات الآتية:
* الرأس منتصبة وصغيرة الحجم بالنسبة لباقي أجزاء الجسم .
* الآذنان قصيرتان مرفوعتان وعلى جانبي الرأس عند بداية الجمجمة من الخلف حيث تمتاز الإبل بقدرتها على سماع الأصوات حتى الخافت منها.
* العينان لونهم أسود وهم مفتوحتان باستمرار وباتساعهما ، فيما عدا خلال عملية الاجترار حيث يغلق الحيوان عيناه مؤقتاً وتغطيها أهداب طويلة الشعر وذلك لحمايتها من رمال الصحراء.
* فتحتي الأنف أعلى الفم مباشرةً وهم مزودتين بعضلات للتحكم في فتحهما أو إغلاقهما عند الضرورة وذلك لمنع دخول الرمال والأتربة .
* تجويف الفم مبطن من الداخل بحلمات صغيرة مخروطية الشكل وتتجه نحو الخلف حيث تعمل كواقى للفم عند التغذية على النباتات الشوكية . ويوجد في سقف الحلق طبقة مخاطية ناعمة تساعد على ترطيب الحلق وهي تعتبر من أحد العوامل التي تقلل من شعور الإبل بالعطش.
* الرقبة طويلة وضيقة وعلى شكل حرفs وتتميز الرقبة في الذكور عن الإناث بوجود وبر كثيف وطويل وخصوصاً على الثلث الأول من الرقبة ويكون أكثر وضوحاً خلال موسم الشتاء .
* منطقة الصدر ضيقة ومكانها تحت الرقبة وبين الأرجل الأمامية ، أما الأكتاف فهي تنحصر بين نهاية الرقبة والسنام من أعلى ومنطقة الصدر من أسفل وتكون مغطاة غالباً بوبر غزير وكثيف.
* السنام يتوسط الظهر وهو ذو شكل بيضاوي هرمي معتدل لا ميل فيه ، ويستخدم دهن السنام كمصدر للطاقة اللازمة للجسم عند نقص الغذاء.
* غدة الرائحة ( الغدة الزرقاء ) حيث يوجد زوج منها خلف الجمجمة عند اتصال الرأس بالرقبة و غالبا ما تكون واضحة فى الذكور ، و يكون إفرازها داكن اللون و ذو رائحة نفاذة و خصوصا خلال موسم التناسل 0
* منطقة الخصر ممتلئة وخالية من التجويف.
* الذيل عريض وقصير ويغطيه شعر طويل خشن وخاصة على جانبيه أما من الناحية الداخلية فهي خالية من الشعر .
* الخصيتين موجودة في مؤخرة الجسم وتحت فتحة المستقيم وموضعهم مخالف عن الأبقار والأغنام وهما غير متماثلتين في الشكل حيث يكون الجزء الأيمن منها أصغر وأعلى من الجزء الأيسر وتتميز الخصيتين بالكبر والبروز في موسم التناسل.
* يوجد عضو الذكورة في الإبل وتتميز داخل جراب على شكل مثلث يتدلى بين الأرجل الخلفية من الأمام وينتهي بفتحة مستديرة يخرج منها القضيب عند التبول أو التلقيح ، وهذا الجراب مزود بنسيج عضلي قوي متحرك ليسمح بتوجيه القضيب لخلف عند التبول و إلى الأمام عند التلقيح ، ويتجه إلى الخلف في الجنسين ويستغرق وقت أطول في الذكور عن الإناث . أما العضو التناسلي للإناث فيقع أسفل فتحة المستقيم ومناظر لوضع الخصية .
* الضرع في النوق إسفنجي الملمس وينتهي بأربع حلمات مشابه للأبقار واللبن لا يخزن في الضرع ولكنه يفرز بعد التحنين وفي وجود المولود .
* الأرجل الأمامية و هى اغلظ من الأرجل الخلفية و تغطى كل رجل من أسفل قطعة جلدية متينة يطلق عليها الخف و هو مفلطح و إسفنجى ، و يزداد حجم الخف عند السير الأمر الذى يساعد على عدم الخوص في الرمال.
* الوسائد الجلدية و هى خشنة و عددها سبعة فى الحيوان الواحد ، وظيفتها حماية الجسم من الصدمات عند البروك الإبل على الارض0
* جلد الجسم ذو لامعة وخالي من القشور والطفيليات الخارجية.
* وعلاوة على ما سبق يجب ملاحظة شكل الروث ويكون خروجه في صورة كرات صغيرة متماسكة وبلا أي مجهود ، وعدم وجود أي إفراز غير طبيعية من مخارج الجسم .
· يمكن تقدير عمر الإبل عن طريق شكل و حالة الأسنان حيث تتميز الإبل عن غيرها من المجترات بوجود أنياب على الفكين و كذلك وجود زوج من القواطع على الفك العلوى 0
وفيما يلي المعادلة السنية للإبل طبقاً لعمر الحيوانات :-
* الأسنان اللبنية ( حيوانات دون الثالثة من العمر) (العدد 22 سنه)
القواطع
الأنياب
الأضراس الأمامية
الفك العلوي
1
1
1
1
3
3
الفك السفلي
3
3
1
1
2
2
* الأسنان المستديمة (العدد 34 سنه)
القواطع
الأنياب
الأضراس الأمامية
الأضراس الخلفية
الفك العلوى
1
1
1
1
3
3
3
3
الفك السفلى
3
3
1
1
2
2
3
3
وفيما يلي استعراض حالة أسنان الإبل خلال المراحل العمرية المختلفة :-
العمر
حالة الأسنان
1 سنة
2 سنة
3 سنة
4 سنة
5 سنة
6 سنة
7 سنة
تكتمل القواطع الستة اللبنية السفلي وتكون الأنياب البنية على الفك السفلي واضحة.
تظهر الأنياب على الفك العلوي.
يتساقط الزوج الأول من القواطع اللبنية ويظهر المستديم منها
يكون الزوج الأول من القواطع المستديمة على الفك السفلي أكثر وضوحاً ، ويظهر الزوج الثاني من القواطع المستديمة ، وتتساقط الأنياب اللبنية من الفك السفلي.
ظهور الزوج الثالث من القواطع المستديمة على الفك السفلي.
اكتمال القواطع الستة على الفك السفلي وتكون أكثر وضوحاً .
استكمال ظهور الأنياب الأربعة على الفكين وتصبح ثابتة الشكل والحجم ، وتتغير لون الأضراس وتصبح داكنة اللون ومائلة إلى السواد وتزداد مساحة سطحها العلوي للأسنان وتتعدد نتؤاتها .
يقدر عمر الحيوان بعد عمر 7 سنوات عن طريق حجم القواطع و مقدار التآكل فيها حيث تتآكل الأسنان تدريجيا مع مرور الزمن إلى أن تستوى مع سطح الفكين و ذلك عند عمر من 20 - 25 سنة و قد يحدث نوع من الخداع بين الإبل الصغيرة فى السن و الإبل المسنة الضعيفة ويمكن التفرقة بينهم من حالة الأسنان حيث تكون الأسنان فى الأولى مخلخلة و مثبتة فى لثة وردية اللون بينما فى الأخرى تكون الأسنان متساقطة أو متآكلة و مثبتة فى لثة تميل الى الاصفرار 0
5- سلوك و أساليب التعامل مع الإبل
الإبل وحيدة السنام تعودت على تعامل الإنسان معها و لذلك فمن السهل التعامل معها ، و معظم الإبل ذكية و هادئة و لا تميل إلى العض أو الرفس إلا عند إيذائها ، و يمكنها أن تتدرب بسرعة فعند ترك الإبل حرة فى مناطق المراعى الطبيعية أو الأماكن المفتوحة فأنها تعود الى مكان إيوائها السابق بعد انتهاء الرعى أن طالت أو قصرت مدته ، كذلك لا تنسى الإبل أماكن مياه الشرب في مناطق المراعي المفتوحة .
و يستخدم فى تقيد حركة بعض الإبل فى المراعى الطبيعية الحبال المصنوعة من الألياف حيث يصل طول الحبل المستخدم حوالي متر واحد ، و تقيد الأرجل الأمامية ، و قد يلجأ رعاة الإبل إلى قيد إحدى الأرجل الأمامية ثنيا الى الخلف بحيث يقف الحيوان على ثلاث أرجل و تتم طريقة القيد هذه ليلا للسيطرة على حركة القطيع حيث تتوقف الإبل عن الرعى بعد غروب الشمس 0 و يستخدم اللجام أو إمساك الأنف أو الشفاه أو الذيل لاحكام السيطرة على الإبل وسهولة التكامل ، و قد تؤدى هذه الأساليب الى احتجاج الحيوانات فى صورة أنين مستمر أو قذف لبعض محتويات الكرش و بقوة من جانب الفم و قد يحدث إسهال للحيوانات نتيجة للخوف و القلق و التغيرات المفاجئة فى الرعاية و حالة الجو 0 و الحيوانات الصغيرة من الإبل تهرب سريعا إذا ما رأت شيئا غير عادى لم تألفة من قبل و تتحرك قطعان الإبل فى تجمعات صغيرة يحكمها ذكر واحد إن وجد حيث تحترمه إناث حيوانات القطيع ، و إذا وجد اكثر من ذكر فى القطيع فغالبا ما يحدث صراع فيما بينهم ينتهي بهزيمة أضعفهم و فى هذه الحالة ينزوى هذا الذكر عن القطيع ، و عموما فذكور الإبل غير مضمون التعامل معها و خصوصا أثناء موسم التناسل نظراً لشراستها 0 و هناك ظاهرة شائعة الحدوث بين الإبل للتعبير عن الغضب و ذلك بعدم الحركة و البقاء على وضع واحد لفترة طويلة ( حرون الإبل ) و هذه الظاهرة تظهر بعد المعاملة القاسية للحيوانات من جانب المربي حيث تبرك الإبل و تظل على هذا الحال لساعات طويلة ترفض خلالها الأكل و الشرب و لا تجدى معها أى محاولة لتحريكها ، لذلك فان الأسلوب الذي يجب أتباعه لاخراج الحيوان من هذه الحالة هو وضع الغذاء على بعد أمتار قليلة من الحيوان و ابتعاد أى إنسان منه مع ضرورة تواجد ابل أخرى فى نفس المكان حيث يساعد ذلك على إخراج الإبل من هذا السلوك 0 و عموما و باستثناء قاعدة الطاعة فان العناد غالبا ما يحدث و يعزى ذلك الى سوء المعاملة و جهل الرعاة 0 و هناك عادات سيئة وسلوك يصاحب إيواء الإبل فى الحظائر المغلقة و هي ظاهرة مضغ السياج و لحس الأتربة و المشي المستمر حول أسوار الحظائر 0
و يبدأ فى تدريب الإبل وحيدة السنام على الرسن و على النقل و السباق و الركوب عندما تبلغ من العمر 2- 3 سنة ، و أهم ما يتم التدريب علية هو البرك و ذلك بأوامر شفهية أو بالتشجيع الهادى لجعل الحيوان فى وضع معتدل 0 و عموما فان ذكور الإبل لا تصلح للعمل قبل ان تبلغ السادسة من العمر ، و هناك رأى يؤيد أجراء خصي الذكور و فى حالة إجرائها يفضل أن تتم ما بين عمر من 4- 6 سنوات حيث يعتقد ان الحيوان المخصي يكون اسلس فى القيادة ، و لكن الذكر الغير مخصي يكون اكثر قوة و قدرة على نقل الأحمال الثقيلة ، و عندما تقوم الإبل بأسفار طويلة مجهدة فأنها تواصل السير بما تحمله دون توقف حتى تسقط ميتة 0
6- نظم إيواء الإبل
توجد الإبل حرة في بيئتها الطبيعية حيث تترك للرعي نهارا ًوتحتمي تحت إحدى الأشجار الكبيرة أن وجدت عند الراحة والاجترار ، ويقوم الراعي بتجميع الإبل ليلاً بجواره حيث يقوم بتعقيل إحدى الأرجل الأمامية تاركها في العراء . وقد يلجأ بعض المربين إلى عمل حواجز غير مسقوفة من أخشاب الأشجار أو الحجارة وذلك بشكل مستطيل أو دائري وذلك تحت إحدى الأشجار المرتفعة التي توفر قدر من الظل للإبل وتكون هذه الحواجز بارتفاع حوالي متر وذلك لحجز بعض الإناث الحلابة أو الذكور الصغيرة لغرض التسمين .
وتحت نظم الإنتاج المكثفة يتم إنشاء حظائر مغلقة بالشروط والمواصفات الآتية:-
* تحتاج الرأس الواحدة من النوق البالغة وتوابعها إلى مساحة 20 متر مربع ويمكن إيواء الإبل في الحظائر بصورة منفردة أو جماعية مع مراعاة المساحات المطلوبة لكل حالة .
* يجب ألا يقل ارتفاع الأسوار الداخلية والخارجية عن 280 سم .
* يجب أن تكون الأبواب والمداخل مناسبة و الا يقل ارتفاعها وعرضها عن 2.5 متر.
* يلزم وجود ممر داخلي ارتفاع جوانبه حوالي 1 متر، وذلك لسهولة التحكم في الإبل وخصوصاً أثناء إجراء وزن الحيوانات أو فحصها.
* يفضل تصميم وضع أحواض مياه الشرب و المعالف وسط الحظائر لان الإبل تميل إلى السير حول أسوار الحظائر.
* يجب ألا يقل نسبة الظل داخل الحظائر عن 50% وأن تكون المظلات بارتفاع مناسب لطول الحيوانات .
* يلزم وجود حظائر فردية للولادة وأخرى لحجز الذكور المخصصة للتلقيح بمساحة قدرها 20 متر للحظيرة . أما بالنسبة للتسمين فتحتاج الرأس الواحدة لحوالي 12 متر مربع .
* يلزم وجود مخازن للأعلاف المركزة والخشنة لحمايتها من التلف .
* إنشاء بعض الوحدات الإدارية .
* يجب أن يلحق بحظائر إناث الإبل مكان للحليب و معمل مبسط لإجراء التحليلات الكيماوية والبيولوجية للالبان الناتجة ، مع مراعاة تخصيص حظائر خاصة لكل فئة عمريه وحسب حالتها الفسيولوجية ( حمل - ولادة - حليب – تسمين )
7- التناسل في الإبل
ذكور وإناث الإبل تصل إلى عمر البلوغ الجنسي عند حوالي 3 سنوات ، ويتأثر عمر البلوغ الجنسي في الإبل بوزن الجسم والحالة الغذائية التي عليها الحيوانات ، وتصل ذكور الإبل إلى قمة نشاطها الجنسي عند عمر 7 سنوات حيث تكون قادرة على إخصاب الإناث بكفاءة عالية ، أما إناث فتصل إلى النضج الجنسي عند عمر من 4-5 سنوات وعند هذا العمر تدخل النوق في دورات من الشياع المنتظمة والتي تتركز خلال شهور ديسمبر ويناير وفبراير حيث تصل طول دورة الشياع من 20-25 يوم وتستمر من 4-6 يوم ، والتبويض في النوق لا يحدث إلا بحدوث التزوج حيث يعتبر ذلك بمثابة الحافز لها وخروج البويضة . وبحدوث إخصاب البويضة تتوقف دورات الشياع لتلد النوق أول نتاجها عند عمر من 5-6 سنة وتستمر حتى عمر 20 سنة .
من المعروف وجود موسم للنشاط الجنسي لذكور الإبل يتغير خلاله سلوك الذكر فيصبح شرساً له ميول عدوانية تجعله يهاجم الذكور الأخرى وكذلك الإنسان ولا يمكن الاطمئنان لسلوكها خلال فترة الهياج ولذا يجب أخذ الحيطة والحذر عند التعامل معها ، ففي حالة وجود أكثر من ذكر في القطعان محدودة العدد يدور قتال فيما بينها وفي النهاية يخضع الضعيف القوي وتخمد رغبته الجنسية ، وعموماً فإن نسبة الذكور إلى الإناث تختلف حسب الذكر فقد تكون 1-30 في حالة الذكور الضعيفة قد تصل إلى 1-70 في حالة الذكور الجيدة القوية .
وتظهر على ذكور التلقيح خلال موسم التناسل العلامات الآتية:-
*خروج سوائل بيضاء اللون ورغاوى كثيفة من الفم.
*إصدار أصوات معينة ( هدير وكركرة ) المصحوبة بتدلى اللسان وإخراج القلة.
*إفراز غزير لمادة سوداء كريهة الرائحة من غدة فوق الرأس و هى تعمل على جذب الإناث له .
*رفض الأكل والعمل لأيام عديدة .
*ظهور أعراض الإسهال الغير مرضى.
*الإكثار من التبول ورش البول مستعملاً في ذلك حركة الذيل .
*زيادة وزن و حجم الخصية .
خصيتي الجمل صغيرتان نسبياً تتحركان من البطن إلى كيس الصفن عند الولادة ومن المعروف أن كيس صفن الجمل لا يتدلى كما في الحيوانات المزرعية الأخرى ، والقضيب غير المنتصب يكون متجهاً إلى الخلف وفيما عدا ذلك فهو يشبه قضيب الثور. وهناك سلوك قد يكون شائع في بعض القطعان وهو أن يخص ذكر أنثى واحدة بالتلقيح طوال العام . أما في الإناث فتظهر علامات وتغيرات فسيولوجية وتشريحية وسلوكية حيث تكون قلقة وتخور باستمرار مع رغبتها في التقرب من الذكر بالإضافة إلى تورم فتحة المهبل ونزول إفرازات مخاطية ذات رائحة نفاذة ويلاحظ أيضاً ارتفاع الذيل وتحريكه من أعلى إلى أسفل عند اقتراب الذكر منها أو عند سماعها لصوته .
وتبدأ عملية الجماع بمصاحبة الذكر للأنثى التي في حالة شياع ومغازلتها ثم يشم فتحة المهبل وقد يصل الأمر به الى العض حول السنام والأفخاذ وفتحة المهبل نفسها فإن لم تبرك الأنثى على الأرض فإن الذكر يدفعها حيث تكون قواها قد أنهكت ، ويجلس خلفها ويستخدم القوائم الأمامية في ضمها و شل حركتها ، ومتوسط فترة الجماع 15-30 دقيقة وقد تصل في بعض الاحيان إلى ساعة، ففي بداية موسم التناسل سجل لذكر تلقيح 18 أنثى في اليوم ، ولكنه لا يستطيع الاستمرار في ذلك ، أما فى حالة التلقيح المستمر فيمكن للذكر أن يلقح 3 إناث في اليوم الواحد ، وبعد التلقيح تزئر الذكور مع نزول رغاوى بيضاء من الفم .
و على الرغم من تساوي نشاط المبيض إلا أن 99% من حالات الحمل تحدث في القرن الأيسر من جسم الرحم ، وولادة التوائم نادرة الحدوث ، و يبدو أن هجرة المضغة من القرن الأيمن إلى الأيسر كثيرة الحدوث وتحدث دائماً عندما يتم التبويض من المبيض الأيمن فقط ، أما إذا حدث تبويض من المبيضين معاً في نفس دورة الشياع فإنهما يبدأن في النمو كل في قرن الرحم المقابل له ولكن تموت البويضة المخصبة الموجودة في القرن الأيمن من الرحم .
ويمكن تشخيص الحمل في النوق بواسطة الجس المستقيمي وذلك بعد شهرين من الإخصاب حيث يتضخم قرن الرحم الذي به الحمل ويجب ملاحظة الظواهر الآتية ( وهي مميزة في الإبل )
* الأجسام الصفراء الكبيرة توجد فقط أثناء الحمل.
* حوالي 99% من حالات الحمل تحدث في القرن الأيسر للرحم.
* القرن الأيمن للرحم أقصر من القرن الأيسر.
* كمية السوائل المشيمية في الإبل أقل منها في الأبقار.
و وجود جسم أصفر على أحد المبيضين هو دليل قوي على وجود الحمل ، وعموماً لا يمكن جس النوق قبل اكتمال الأسبوع الثامن من الحمل ، حيث يتضخم القرن الذي به الحمل ، كذلك لا يمكن الإحساس بالمشيمة لأنها من النوع المنتشر وليست من النوع الفلقي ، وعند الأسبوع الثامن تتكون سدادة مخاطية على فتحة الرحم الخارجية والتي يمكن ملاحظتها باللمس.
عند نهاية الشهر الثالث من الحمل يكون القرن الذي به الحمل ( الأيسر) أكبر وألين من القرن الفارغ الأيمن ، وعند الشهر الرابع يكون الرحم عند حافة الحوض ويصبح بالإمكان جس أغلبه وبداية من الشهر السادس وحتى الحمل يكون بالإمكان جس الجنين والتعرف على أجزاء معينة مثل الرأس والأطراف ( الشهر السابع ) ، كذلك يمكن ملاحظة حركة الجنين عن طريق مراقبة الجانب الأيمن للبطن .
قبل الولادة بأسبوع يحدث تورم لفتحة الحيا ويزداد الضرع في الحجم مع بروز الحلمات وامتلائها باللبن مع ظهور علامات القلق على الإبل ومع قرب ميعاد الولادة تستلقي الناقة على أحد جانبها مع حدوث انقباضات لعضلات الرحم والبطن مما يؤدي إلى خروج المولود وانقطاع الحبل السرى وتستغرق هذه العملية من 30-120 دقيقة ، ويتمكن المولود من الوقوف بعد حوالي نصف ساعة من ولادته وتتم معظم ولادات الإبل في مصر خلال الفترة من ديسمبر – إبريل .
عند الولادة ، وتقوم الناقة بشم مولودها ولكنها لا تلعقه أو تجففه أو تنظفه كما تفعل الحيوانات المجترة الأخرى ، وبعد الولادة تخرج المشيمة تدريجياً وتحتوى على لتر واحد من السوائل تبدأ الناقة في إدرار السرسوب بعد حوالي ساعة ، والمواليد ليست لها أسنان ( قواطع ) وتظهر على الفك السفلي بعد حوالي أسبوعين من الولادة في حين يلاحظ وجود الأضراس على الفكين عند الولادة
مدة الحمل في الإبل : 370 يوم ( 355 يوم – 389 يوم ) وفي العادة تلد الأنثى مرة واحدة كل عامين . وتظل الناقة قادرة على الولادة لمدة تصل إلى 20 سنة ، ويمكن للناقة أن تعطي خلال هذه المدة 8 ولادات في المتوسط0
و الإبل عالية الخصوبة تحت الظروف الجيدة ، وخلال سنوات الجفاف تزداد أعداد النوق التى لا تلد وذلك بسبب عدم حدوث الشياع ، ولقد وجد أن نسبة الخصوبة تحت ظروف المراعي الطبيعية تتراوح من 34 إلى 52% 0
وهناك عوامل تسبب انخفاض نسبة الخصوبة و الكفاءة التناسلية في الإبل وهي:-
*تأخر العمر عند أول ولادة 0
*طول الفواصل بين الولادات 0
* النقص الكمى و النوعى فى التغذية 0
* فقد الأجنة بالامتصاص أو الإجهاض .
*محدودية موسم التناسل 0
* تأخر حدوث الشياع بعد الولادة
* نقص خبرة الرعاة و وجود الإبل حرة معرضة للظروف البيئية والتي قد تكون معاكسة0
و لتفادي تأثير بعض العوامل التى تؤثر على الكفاءة التناسلية يجب معرفة وقت حدوث الشياع وبالتالي إجراء التلقيح الذي يجب أن يتم خلال 1-2 يوم من بدأ الشياع ، وكذلك معرفة النسبة التناسلية ( عدد الاناث / للذكر ) حيث أن وجود أكثر من ذكر قد يؤثر على الشهوة الجنسية ويجب منع عمل الإناث أثناء الحمل الذى قد يؤدي إلى إجهاضها ، ووقاية الحيوانات من بعض الأمراض المعدية و التناسلية التي قد تسبب الإجهاض ونفوق المواليد . وعموماً فإن الكفاءة التناسلية في الإبل منخفضة تحت ظروف المراعي الطبيعية في مصر ويرجع ذلك الى العوامل السابق الاشارة لها0
أعداد
دكتور / حمدى قنديل
أستاذ تغذية الحيوان -مركز بحوث الصحراء
مقدمة
قال الله تعالى فى كتابه الكريم
و الأنعام خلقها لكم فيها دفء و منافع و منها تأكلون ، و لكم فيها جمال حين تريحون و حين تسرحون ، و تحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم
" صدق الله العظيم "
( سورة النحل )
هذه الآيات أوضحت لنا دور الإبل كأحد الأنعام فى حياة سكان الصحراء ، يأكلون من لحومها و يشربون من ألبانها ، و يصنعون من أوبارها بيوتهم و يحملون أثقالهم عليها
و لقد كرم الله سبحانه و تعالى الإبل في كتابة الكريم
بســــــــم الله الرحمــن الرحيــم
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى الجبال كيف نصبت و إلى الأرض كيف سطحت ……. ( سورة الغاشية )
و قد قال فيها سيدنا محمد صلى الله علية و سلم
اتقوا الله في هذه البهائم العجيبة فاركبوها صالحة و كلوها صالحة
وحتى الآن لم تحظى الإبل بأي اهتمام ضمن خطط تنمية الثروة الحيوانية في مصر و لم تستغل إمكانياتها بطريقة اقتصادية ولم تطبق عليها نتائج الدراسات والبحوث مما يجعلها من الإبل حيوان اقتصادي ، ويرجع ذلك إلى العديد من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية لسكان المناطق الصحراوية ، بالإضافة إلى المقارنات الإنتاجية الغير عادلة بين الإبل وغيرها من الحيوانات المزرعية الأخرى دون الوضع في الاعتبار الظروف البيئية لمناطق إنتاج كل منها ، كل ذلك أدى إلى إهمال قدرات الإبل كمصدر اقتصادي للدخل لسكان المناطق الصحراوية الأمر الذي أدى إلى انخفاض إنتاجيتها وهجرة مربيها إلى أنشطة أخرى . ولكن بدأت الإبل في السنوات الأخيرة تثير اهتمام الكثير من العلماء والمختصين في مجال الإنتاج الحيواني وذلك بعد أن اتضحت كفاءتها الإنتاجية والاقتصادية كحيوانات تستطيع أن تنتج وتتكاثر تحت مختلف ظروف المناطق الصحراوية من مصر ، مما سوف يؤدي إلى زيادة أعدادها وتطوير قدرتها الإنتاجية و تستطيع أن تساهم بقدر ملموس في الإنتاج القومي من اللحوم الحمراء والألبان ومنتجاتها .
وتهدف هذه النشرة إلى إلقاء الضوء على الإبل كحيوان اقتصادي منتج بما يعود بالفائدة على مربيها وتشجيع الاستثمار في مجالاتها الإنتاجية المختلفة 0
1- المكانة الاجتماعية للإبل فى المجتمعات الصحراوية
تلعب الإبل دوراً هاماً في الحياة الاجتماعية لأصحاب ورعاة الإبل في المجتمعات القبلية الصحراوية، ومما لا شك فيه أن المكانة الاجتماعية للفرد في هذه المجتمعات ترتبط ارتباطا مباشرا بعدد ما يملكه الفرد من حيوانات وعن طريق ذلك ينال التقدير و الاحترام ويكون من أهل المكانة العالية في مجتمعه. وما زال للإبل دور هام في تأدية مراسم الزواج عند بعض القبائل في الصحراء الشرقية والغربية من مصر ، وتعتبر أيضاً وسيلة لدفع الدية حين تنشب النزاعات بين أفراد القبائل. والإبل في المجتمعات البدوية لا تذبح إلا في المناسبات الكبرى كالزواج أو عند قدوم زائر ذو مكانة اجتماعية رفيعة . ويحجم الكثير من مربي الإبل عن بيع حيواناتهم الجيدة وذلك ضماناً وتأميناً للحياة ولمقابلة الزمن . و يستخدم البدو علامات لتميز الإبل فيما بينها إذا ما اختلطت مع بعضها و ذلك بالكى بالنار على منطقة الأفخاذ الخارجية أو الرقبة فتترك اثر على الجلد مكان الكى لا يزول مدى الحياة و غالبا ما تكون العلامات مميزة لكل قبيلة 0 وقد أدت التغيرات الاقتصادية السريعة التي حدثت في المحافظات الصحراوية من اكتشافات بترولية ونشاط سياحي إلى عزوف الكثير من المربين عن مهنة الرعي وتربية الحيوانات بصفة عامة مما أدى إلى تقلص الدور الاجتماعي والاقتصادى للإبل.
2 - أنواع وسلالات الإبل فى مصر
تعتبر الإبل في المرتبة الثانية بعد الأغنام وقبل الماعز انتشاراً في بعض المناطق الصحراوية وخصوصاً مثلث شلاتين – أبو رماد – حلايب ، وفي المرتبة الثالثة كما في الساحل الشمالي الغربي وشبه جزيرة سيناء . وقد سميت الإبل وفقاً لأسماء مناطق تواجدها أو القبائل التي تربيها ، ولتنفيذ برامج لتنمية الإبل لابد من التعرف على السلالات المنتشرة في مصر وتوصيف خصائصها الإنتاجية ومواصفاتها الشكلية . و تنتمى الإبل الى العائلة الجملية المعروفة بذوات الأقدام المفلطحة (الخف) حيث تنقسم جنس الجمال الى قسمين هما :
** الإبل ذات السنام الواحد ( الجمل العربى ) حيث تنتشر فى بعض بلاد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و السودان و الصومال و كينيا و موريتانيا ، و هذه الإبل تحمل على ظهرها سنام واحد0 و سنتعرض لها بالتفصيل لأهميتها فى مصر و المنطقة العربية0
** الإبل ذات السنامين و تنتشر فى المناطق الباردة من آسيا ( الصين -الهند – أفغانستان- باكستان – منغوليا – إيران ، و هى تحمل على ظهرها سنامين منفصلين بينهم مسافة و ينتهيان بطرف مدبب0
وفيما يلى وصف لأهم السلالات التي يتم ترتيبها داخل الأراضي المصرية وذلك في ضوء الحصر والتوصيف الميداني في المناطق المختلفة وكذلك للإبل الواردة من مناطق جنوب مصر والتي غالباً ما تكون وافدة من السودان :
2-1 سلالات الإبل المحلية :
أ - سلالة الإبل الزبيدي
تعتبر الإبل من سلالة الزبيدي أكثر انتشارا في مناطق جنوب مصر حيث يتعامل معها المربين كحيوانات ثنائية الغرض في استغلالها لإنتاج اللحوم والألبان ويتفاوت لون جسم الإبل الزبيدى بين اللون البنى إلى الأحمر الفاتح ، ويبلغ متوسط ارتفاع ذكور الإبل عند الأكتاف 185 سم و في الإناث 175 سم و متوسط محيط الصدر 220 سم للذكور و 205 سم للإناث في حين كان متوسط محيط الصدر عند السنام حوالي 285 سم للجنسين ، و طول الجسم من 280 – 300 سم ، و ارتفاع الحيوانات إلى أعلى نقطة في السنام بين 260 – 300 سم و قد تم تسجيل هذه القياسات للإبل الناضجة ( 5-6 سنوات)0 و تتميز هذه السلالة بالوصول إلى عمر النضج الجنسي عند عمر من 4- 6 سنوات و تلد مرة واحدة كل سنتين 0 و متوسط وزن الحوار " المولود " ( 25 كجم للإناث و 28 كجم للذكور) و يعتمد هذا الوزن على عدة عوامل متعلقة بالحيوان و أخرى بالظروف البيئية السائدة في المنطقة ، و خلال السنة الأولي من عمر الحيوان المولود فإن متوسط معدل النمو اليومي 390 جرام و خلال السنة الثانية من عمر الحيوان قد يصل معدل النمو إلى 310 جم مع ملاحظة أن معدل نمو الذكور أعلى من الإناث 0 و الإبل من سلالة الزبيدى ثقيلة الوزن حيث يصل متوسط وزن الجسم الناضج للإناث 350 كجم و يتراوح وزن الذكور الناضجة من 380 كجم إلى 450 كجم 0 إنتاج هذه السلالة من الحليب متفاوت حيث يتراوح معدل الإنتاج السنوي من 1700 إلى 3000 كجم و يمتد موسم الحليب لفترة من 9- 11 شهر 0 و ابل الزبيدى ذات وبر كثيف في منطقة الكتف والسنام ويكون الوبر خفيف على الأذن والبطن . و نسبة التصافي لذكور الإبل الزبيدي تتراوح من 40-48 % وتتوقف النسبة على وزن الحيوان وحالته الغذائية والصحية .
ب- سلالة الأصهب :
حيوانات سلالة الأصهب تستخدم أساسا في السباقات و الركوب 0 ومعظم هذه السلالة يتم دخولها إلى مصر عبر الحدود المصرية السودانية ويطلقون عليها الحيوان المخالط وتسمى أيضا البناجريت. يميز هذه السلالة لون الجسم الأبيض أو الأبيض المائل للاصفرار ويوجد الوبر على الأذن بكثافة أما بقية الجسم فالوبر خفيف . ويميز سلالة الأصهب صغر وزن الجسم حيث تم تسجيل متوسط وزن للذكور 370 كجم و متوسط وزن الإناث 300 كجم 0 وتتميز هذه الإبل بطول الجسم والقوائم والعنق الرفيع والرأس الصغيرة والأذن القصيرة والصدر العميق والخف متوسط الحجم وجلدها ناعم ووبرها قصير ولامع 0 و يبلغ ارتفاع الذكور عند الأكتاف 195 سم و الإناث 180 سم و محيط الصدر عند السنام 250 سم للذكور 230 سم للإناث ، و ارتفاع الحيوان إلى أعلى نقطة في السنام 275 سم 0 و متوسط وزن المواليد ( 22 كجم للإناث و 25 للذكور ) 0 و متوسط إنتاج اللبن لإبل هذه السلالة يتراوح ما بين 1200 كجم إلى 2500 كجم سنويا و يستمر موسم الحلابة لفترة 9 شهور في المتوسط 0 و متوسط نسبة التصافي لهذه السلالة حوالي 40 % 0 و حيوانات هذه السلالة سريعة الحركة وتستخدم بعض هذه الإبل في الركوب والحمل عندما تبلغ 3 سنوات من العمر ويفضل المربين استخدام الذكور عن الإناث في ذلك.
2-2 سلالات الإبل الوافدة من السودان
أ- ابل الدعيلية (الرشايدى)
تعتبر ابل الدعيلية من أهم سلالات الإبل الوافدة من السودان و يمكن أدراجها تحت تقسيم السلالات ثنائية الغرض ، و لون الجسم ضارب للحمرة و يفضلها اغلب المربين لقابليتها للتسمين و إنتاجيتها المتميزة من الحليب ، و يطلق عليها التجار الإبل الحمر، و تعرض حيوانات هذه السلالة للبيع في الأسواق بأعلى الأسعار لشدة الطلب عليها في إنتاج اللحوم 0 و متوسط وزن الذكور الناضجة حوالي 450 كجم في حين يتراوح وزن الإناث من 380- 420 كجم 0 و نسبة التصافي لذكور هذه السلالة حوالي 44% و نسبة الأرباع الأمامية حوالي 57% أما نسبة الأرباع الخلفية حوالي 42% من وزن الذبيحة 0 هذا بالإضافة الى ان إنتاج الحليب من سلالة ابل الدعيلية يبلغ في المتوسط حوالي 4 كجم/ اليوم في أوائل موسم الحليب ثم يقل هذا المعدل فى أواخر موسم الحليب ليصل إلى حوالي 1 كجم / اليوم و يستمر موسم الحليب لمدة 11 شهر من الولادة0
ب- ابل الدهاسيرية
تتميز ابل الدهاسيرية بان أجسامها طويلة بالمقارنة بحيوانات السلالات الأخرى كما أن قابليتها للتسمين منخفضة 0 تصل ابل الدهاسيرية إلى مصر غالبا بحالة هزيلة نظرا لطول المسافة التي تقطعها من منطقة الإنتاج حتى منافذ التسويق ، حيث وجد أن متوسط وزن الحيوانات الناضجة 280 كجم 0 و أسعار هذه الحيوانات يعتبر منخفض إلى حد ما لعدم إقبال التجار على شرائها بكثرة حيث وجد ان نسبة التصافي حوالي 40 %0 و هناك تجار متخصصون في شراء الحيوانات الهزيلة و الضعيفة و تجميعها في مناطق من صعيد مصر العليا ( أسيوط ، سوهاج ، قنا ) و تهيئتها بالتغذية الجيدة لفترة قد تصل إلى 6 شهور قبل عرضها للبيع مرة أخرى أو إرسالها إلى المجازر لغرض الذبح و طرح لحومها فى الأسواق 0
ج – ابل الصهوب
تستجلب هذه السلالة كحيوانات تستخدم للركوب أو السباق و هي تماثل سلالة الأصهب الموجودة في منطقة المثلث في مواصفاتها الشكلية و التي سبق عرضها سابقا0
ويوجد تصنيف آخر للإبل في مصر حيث تقسم الإبل إلى أربع أنواع هي: -
· السوداني وهي التي تأتي من السودان 0
· الفلاحي وهي المتواجدة في مناطق الدلتا 0
· المغربي وتأتي إلى مصر من ليبيا وتتواجد بكثرة في مناطق الساحل الشمالي الغربي 0
· المولد وهي خليط من الفلاحي والمغربي .
و عموماً لا يوجد لون محدد يفصل ما بين الأنواع وبعضها ولكن يغلب على الأنواع اللون البني الفاتح أو الضارب إلى الاحمرار وقد تكون الإبل ناصعة البياض.
وقد تسمى الإبل حسب خصائصها الإنتاجية أو الاستخدام وفيما يلى أهم تقسيمات الإبل :
2-3 التقسيم حسب الخصائص الإنتاجية
2-3-1 سلالات إنتاج اللحم
الإبل تحت هذا التقسيم تتصف بكبر حجم الجسم والرأس والسنام وطول العنق و اكتناز الجسم باللحم وشكل العظام الغليظة وتطور أرباعها الخلفية واستجابتها للتسمين سريعة .
2-3-2 سلالات إنتاج اللبن
تمتاز إبل هذه السلالة بحجم جسمها المتوسط وتطور ضرعها وتناسق حلماتها و ارتفاع إنتاجها من اللبن والذي لا يقل عن 2500 كجم في السنة .
2-3-3 سلالات ثنائية الغرض
هذه السلالة تجمع ما بين الصفات الشكلية والإنتاجية لسلالات إنتاج اللحم واللبن ، ويميل لون جسمها إلى البني أو الأحمر الفاتح وهي متوسطة الوزن ومن أشهرها الإبل الزبيدى المنتشرة في مناطق جنوب مصر أو المولد الموجودة في الساحل الشمالي الغربي.
2-3-4 إبل العمل والسفر
تعتبر إبل العمل والسفر من أقوى الأنواع حيث تتميز بكبر حجم الرأس وطول الرقبة والأكتاف الغليظة و الأفخاذ الممتلئة والخف العريض مما يساعد الإبل على السير لمسافات طويلة وهذه الحيوانات لها من المقدرة على حمل الأوزان الثقيلة حيث يتوقف مقدار الثقل الذي يحمله الحيوان على مسافة الرحلة التي تقطعها الإبل وتضاريس الأرض وسرعة السير بالإضافة إلى كمية الغذاء والماء المتوفر على طول خط سير الرحلة .
2-3-5 إبل الركوب والسباق
تسمى إبل الركوب في اللغة العربية " الذلول " وتعتبر الإبل السودانية المصدر الرئيسي لها حيث توجد أفضلها في المنطقة الواقعة بين شرق النيل ومرتفعات البحر الأحمر في السودان ، وتسمى الإبل بأسماء القبائل التي تربيها. وهذه الإبل سريعة الحركة وتتلون بالألوان الفاتحة حيث يغلب عليها اللون الأبيض أو الكريمي . وتبلغ سرعة جمل الركوب من 8-10 كم / ساعة وذلك لمسافة 50 كم في اليوم أما بالنسبة لإبل السباق فتبلغ سرعتها حوالي 16 كم / ساعة وذلك لمسافة قصيرة .
3- التركيب التشريحي للجهاز الهضمي والعظمي في الإبل
يتكون الجهاز الهضمي في الإبل من عدة أجزاء تبدأ بالفم حيث الشفة العليا مشقوقة طولياً والشفة السفلي متدلية تعملان معاً كالأصابع لالتقاط المادة الغذائية ، السطح الداخلي للفم مغطى بغشاء يحتوى على حلمات مخروطية الشكل تتجه نحو الخلف وتستطيع تحمل الأشواك الموجودة في بعض الأنواع النباتية الطبيعية عند التغذية عليها ويوجد في سقف الحلق طبقة مخاطية ناعمة تعمل على ترطيب الفم وبالتالي تعتبر عامل مساعد يقلل من شعور الحيوان بالعطش . وللإبل أنياب إضافية قوية تميزها عن الحيوانات المجترة وتختلف أجزاء المعدة في الإبل عنها في الأبقار والأغنام والماعز0 - الجزء الأول : الكرش حيث تشغل محتوياته حوالي من 10-15% من وزن الحيوان وفي الجزء الأسفل من الكرش توجد جيوب تحاط فتحاتها بعضلات قوية وتحتوى على سائل مخاطي يختلف في قوامه وتركيبه عن باقي مكونات الكرش وهذه الجيوب سميت قديماً " أكياس الماء" وساد الاعتقاد لفترة طويلة بأنها مخازن الماء في الإبل وإنها تساعدها على تحمل العطش لأيام طويلة ولكن ثبت عكس ذلك نظراً لطبيعة السائل الموجود فيها والذي يماثل اللعاب في تركيبه ، كذلك فإن حجم هذه الأكياس صغير حيث لا تتعدى سعتها 7 لترات في الجمل البالغ ومن المحتمل أن هذه الجيوب تلعب دوراً أساسياً في امتصاص منتجات التخمر من الكرش أو إنها أكياس مساعدة لإفراز الغدد اللعابية تضيف كميات كبيرة من السوائل إلى الكرش ومن الجدير بالذكر أن الجدار الداخلي للكرش في المجترات يحتوى على غدد مماثلة للأكياس الغدية الموجودة في الجدار الخارجي لكرش الإبل .
- الجزء الثاني : الشبكية وهي تماثل الموجود في المجترات الأخرى إلا أن سطحه الداخلي يوجد به أكياس غدية تخزن حوالي 2 لتر ماء 0 وتغيب في الإبل الغرفة الثالثة من المعدة المركبة ( ذات التلافيف )
- الجزء الثالث : حيث يطلق على الجزء الثالث أسم " الغرفة الأنبوبية " وهي التي تقابل التلافيف ، والمعدة الحقيقية في المجترات الأخرى حيث يختفي من الخارج الحد الفاصل بينهما ، ومن الداخل لا توجد الوريقات ويحل محلها ثنيات مع انتشار غدد أنبوبية الشكل تميز الورقية عن المعدة الحقيقية 0
طول الأمعاء الدقيقة 40 م والأمعاء الغليظة 19.5 م مع وجود أعور مماثل للموجود في الأبقار ، والطحال مقوس ولونه قرمزي ، ولا يوجد في الإبل حويصلة مرارية.
يتوقف المظهر الخارجي للحيوان والتركيب العام له على الهيكل العظمي والأنسجة العضلية التي تكسو هذا الهيكل .
4- مواصفات ومميزات أجزاء جسم الإبل
يعتبر التعرف على مواصفات ومميزات أجزاء الجسم الخارجية للإبل من الأهمية و خصوصاً عند الشروع في تأسيس مشروع تجاري في إحدى أغراض التربية أو التسمين . حيث يجب أن تكون الإبل بالمواصفات الآتية:
* الرأس منتصبة وصغيرة الحجم بالنسبة لباقي أجزاء الجسم .
* الآذنان قصيرتان مرفوعتان وعلى جانبي الرأس عند بداية الجمجمة من الخلف حيث تمتاز الإبل بقدرتها على سماع الأصوات حتى الخافت منها.
* العينان لونهم أسود وهم مفتوحتان باستمرار وباتساعهما ، فيما عدا خلال عملية الاجترار حيث يغلق الحيوان عيناه مؤقتاً وتغطيها أهداب طويلة الشعر وذلك لحمايتها من رمال الصحراء.
* فتحتي الأنف أعلى الفم مباشرةً وهم مزودتين بعضلات للتحكم في فتحهما أو إغلاقهما عند الضرورة وذلك لمنع دخول الرمال والأتربة .
* تجويف الفم مبطن من الداخل بحلمات صغيرة مخروطية الشكل وتتجه نحو الخلف حيث تعمل كواقى للفم عند التغذية على النباتات الشوكية . ويوجد في سقف الحلق طبقة مخاطية ناعمة تساعد على ترطيب الحلق وهي تعتبر من أحد العوامل التي تقلل من شعور الإبل بالعطش.
* الرقبة طويلة وضيقة وعلى شكل حرفs وتتميز الرقبة في الذكور عن الإناث بوجود وبر كثيف وطويل وخصوصاً على الثلث الأول من الرقبة ويكون أكثر وضوحاً خلال موسم الشتاء .
* منطقة الصدر ضيقة ومكانها تحت الرقبة وبين الأرجل الأمامية ، أما الأكتاف فهي تنحصر بين نهاية الرقبة والسنام من أعلى ومنطقة الصدر من أسفل وتكون مغطاة غالباً بوبر غزير وكثيف.
* السنام يتوسط الظهر وهو ذو شكل بيضاوي هرمي معتدل لا ميل فيه ، ويستخدم دهن السنام كمصدر للطاقة اللازمة للجسم عند نقص الغذاء.
* غدة الرائحة ( الغدة الزرقاء ) حيث يوجد زوج منها خلف الجمجمة عند اتصال الرأس بالرقبة و غالبا ما تكون واضحة فى الذكور ، و يكون إفرازها داكن اللون و ذو رائحة نفاذة و خصوصا خلال موسم التناسل 0
* منطقة الخصر ممتلئة وخالية من التجويف.
* الذيل عريض وقصير ويغطيه شعر طويل خشن وخاصة على جانبيه أما من الناحية الداخلية فهي خالية من الشعر .
* الخصيتين موجودة في مؤخرة الجسم وتحت فتحة المستقيم وموضعهم مخالف عن الأبقار والأغنام وهما غير متماثلتين في الشكل حيث يكون الجزء الأيمن منها أصغر وأعلى من الجزء الأيسر وتتميز الخصيتين بالكبر والبروز في موسم التناسل.
* يوجد عضو الذكورة في الإبل وتتميز داخل جراب على شكل مثلث يتدلى بين الأرجل الخلفية من الأمام وينتهي بفتحة مستديرة يخرج منها القضيب عند التبول أو التلقيح ، وهذا الجراب مزود بنسيج عضلي قوي متحرك ليسمح بتوجيه القضيب لخلف عند التبول و إلى الأمام عند التلقيح ، ويتجه إلى الخلف في الجنسين ويستغرق وقت أطول في الذكور عن الإناث . أما العضو التناسلي للإناث فيقع أسفل فتحة المستقيم ومناظر لوضع الخصية .
* الضرع في النوق إسفنجي الملمس وينتهي بأربع حلمات مشابه للأبقار واللبن لا يخزن في الضرع ولكنه يفرز بعد التحنين وفي وجود المولود .
* الأرجل الأمامية و هى اغلظ من الأرجل الخلفية و تغطى كل رجل من أسفل قطعة جلدية متينة يطلق عليها الخف و هو مفلطح و إسفنجى ، و يزداد حجم الخف عند السير الأمر الذى يساعد على عدم الخوص في الرمال.
* الوسائد الجلدية و هى خشنة و عددها سبعة فى الحيوان الواحد ، وظيفتها حماية الجسم من الصدمات عند البروك الإبل على الارض0
* جلد الجسم ذو لامعة وخالي من القشور والطفيليات الخارجية.
* وعلاوة على ما سبق يجب ملاحظة شكل الروث ويكون خروجه في صورة كرات صغيرة متماسكة وبلا أي مجهود ، وعدم وجود أي إفراز غير طبيعية من مخارج الجسم .
· يمكن تقدير عمر الإبل عن طريق شكل و حالة الأسنان حيث تتميز الإبل عن غيرها من المجترات بوجود أنياب على الفكين و كذلك وجود زوج من القواطع على الفك العلوى 0
وفيما يلي المعادلة السنية للإبل طبقاً لعمر الحيوانات :-
* الأسنان اللبنية ( حيوانات دون الثالثة من العمر) (العدد 22 سنه)
القواطع
الأنياب
الأضراس الأمامية
الفك العلوي
1
1
1
1
3
3
الفك السفلي
3
3
1
1
2
2
* الأسنان المستديمة (العدد 34 سنه)
القواطع
الأنياب
الأضراس الأمامية
الأضراس الخلفية
الفك العلوى
1
1
1
1
3
3
3
3
الفك السفلى
3
3
1
1
2
2
3
3
وفيما يلي استعراض حالة أسنان الإبل خلال المراحل العمرية المختلفة :-
العمر
حالة الأسنان
1 سنة
2 سنة
3 سنة
4 سنة
5 سنة
6 سنة
7 سنة
تكتمل القواطع الستة اللبنية السفلي وتكون الأنياب البنية على الفك السفلي واضحة.
تظهر الأنياب على الفك العلوي.
يتساقط الزوج الأول من القواطع اللبنية ويظهر المستديم منها
يكون الزوج الأول من القواطع المستديمة على الفك السفلي أكثر وضوحاً ، ويظهر الزوج الثاني من القواطع المستديمة ، وتتساقط الأنياب اللبنية من الفك السفلي.
ظهور الزوج الثالث من القواطع المستديمة على الفك السفلي.
اكتمال القواطع الستة على الفك السفلي وتكون أكثر وضوحاً .
استكمال ظهور الأنياب الأربعة على الفكين وتصبح ثابتة الشكل والحجم ، وتتغير لون الأضراس وتصبح داكنة اللون ومائلة إلى السواد وتزداد مساحة سطحها العلوي للأسنان وتتعدد نتؤاتها .
يقدر عمر الحيوان بعد عمر 7 سنوات عن طريق حجم القواطع و مقدار التآكل فيها حيث تتآكل الأسنان تدريجيا مع مرور الزمن إلى أن تستوى مع سطح الفكين و ذلك عند عمر من 20 - 25 سنة و قد يحدث نوع من الخداع بين الإبل الصغيرة فى السن و الإبل المسنة الضعيفة ويمكن التفرقة بينهم من حالة الأسنان حيث تكون الأسنان فى الأولى مخلخلة و مثبتة فى لثة وردية اللون بينما فى الأخرى تكون الأسنان متساقطة أو متآكلة و مثبتة فى لثة تميل الى الاصفرار 0
5- سلوك و أساليب التعامل مع الإبل
الإبل وحيدة السنام تعودت على تعامل الإنسان معها و لذلك فمن السهل التعامل معها ، و معظم الإبل ذكية و هادئة و لا تميل إلى العض أو الرفس إلا عند إيذائها ، و يمكنها أن تتدرب بسرعة فعند ترك الإبل حرة فى مناطق المراعى الطبيعية أو الأماكن المفتوحة فأنها تعود الى مكان إيوائها السابق بعد انتهاء الرعى أن طالت أو قصرت مدته ، كذلك لا تنسى الإبل أماكن مياه الشرب في مناطق المراعي المفتوحة .
و يستخدم فى تقيد حركة بعض الإبل فى المراعى الطبيعية الحبال المصنوعة من الألياف حيث يصل طول الحبل المستخدم حوالي متر واحد ، و تقيد الأرجل الأمامية ، و قد يلجأ رعاة الإبل إلى قيد إحدى الأرجل الأمامية ثنيا الى الخلف بحيث يقف الحيوان على ثلاث أرجل و تتم طريقة القيد هذه ليلا للسيطرة على حركة القطيع حيث تتوقف الإبل عن الرعى بعد غروب الشمس 0 و يستخدم اللجام أو إمساك الأنف أو الشفاه أو الذيل لاحكام السيطرة على الإبل وسهولة التكامل ، و قد تؤدى هذه الأساليب الى احتجاج الحيوانات فى صورة أنين مستمر أو قذف لبعض محتويات الكرش و بقوة من جانب الفم و قد يحدث إسهال للحيوانات نتيجة للخوف و القلق و التغيرات المفاجئة فى الرعاية و حالة الجو 0 و الحيوانات الصغيرة من الإبل تهرب سريعا إذا ما رأت شيئا غير عادى لم تألفة من قبل و تتحرك قطعان الإبل فى تجمعات صغيرة يحكمها ذكر واحد إن وجد حيث تحترمه إناث حيوانات القطيع ، و إذا وجد اكثر من ذكر فى القطيع فغالبا ما يحدث صراع فيما بينهم ينتهي بهزيمة أضعفهم و فى هذه الحالة ينزوى هذا الذكر عن القطيع ، و عموما فذكور الإبل غير مضمون التعامل معها و خصوصا أثناء موسم التناسل نظراً لشراستها 0 و هناك ظاهرة شائعة الحدوث بين الإبل للتعبير عن الغضب و ذلك بعدم الحركة و البقاء على وضع واحد لفترة طويلة ( حرون الإبل ) و هذه الظاهرة تظهر بعد المعاملة القاسية للحيوانات من جانب المربي حيث تبرك الإبل و تظل على هذا الحال لساعات طويلة ترفض خلالها الأكل و الشرب و لا تجدى معها أى محاولة لتحريكها ، لذلك فان الأسلوب الذي يجب أتباعه لاخراج الحيوان من هذه الحالة هو وضع الغذاء على بعد أمتار قليلة من الحيوان و ابتعاد أى إنسان منه مع ضرورة تواجد ابل أخرى فى نفس المكان حيث يساعد ذلك على إخراج الإبل من هذا السلوك 0 و عموما و باستثناء قاعدة الطاعة فان العناد غالبا ما يحدث و يعزى ذلك الى سوء المعاملة و جهل الرعاة 0 و هناك عادات سيئة وسلوك يصاحب إيواء الإبل فى الحظائر المغلقة و هي ظاهرة مضغ السياج و لحس الأتربة و المشي المستمر حول أسوار الحظائر 0
و يبدأ فى تدريب الإبل وحيدة السنام على الرسن و على النقل و السباق و الركوب عندما تبلغ من العمر 2- 3 سنة ، و أهم ما يتم التدريب علية هو البرك و ذلك بأوامر شفهية أو بالتشجيع الهادى لجعل الحيوان فى وضع معتدل 0 و عموما فان ذكور الإبل لا تصلح للعمل قبل ان تبلغ السادسة من العمر ، و هناك رأى يؤيد أجراء خصي الذكور و فى حالة إجرائها يفضل أن تتم ما بين عمر من 4- 6 سنوات حيث يعتقد ان الحيوان المخصي يكون اسلس فى القيادة ، و لكن الذكر الغير مخصي يكون اكثر قوة و قدرة على نقل الأحمال الثقيلة ، و عندما تقوم الإبل بأسفار طويلة مجهدة فأنها تواصل السير بما تحمله دون توقف حتى تسقط ميتة 0
6- نظم إيواء الإبل
توجد الإبل حرة في بيئتها الطبيعية حيث تترك للرعي نهارا ًوتحتمي تحت إحدى الأشجار الكبيرة أن وجدت عند الراحة والاجترار ، ويقوم الراعي بتجميع الإبل ليلاً بجواره حيث يقوم بتعقيل إحدى الأرجل الأمامية تاركها في العراء . وقد يلجأ بعض المربين إلى عمل حواجز غير مسقوفة من أخشاب الأشجار أو الحجارة وذلك بشكل مستطيل أو دائري وذلك تحت إحدى الأشجار المرتفعة التي توفر قدر من الظل للإبل وتكون هذه الحواجز بارتفاع حوالي متر وذلك لحجز بعض الإناث الحلابة أو الذكور الصغيرة لغرض التسمين .
وتحت نظم الإنتاج المكثفة يتم إنشاء حظائر مغلقة بالشروط والمواصفات الآتية:-
* تحتاج الرأس الواحدة من النوق البالغة وتوابعها إلى مساحة 20 متر مربع ويمكن إيواء الإبل في الحظائر بصورة منفردة أو جماعية مع مراعاة المساحات المطلوبة لكل حالة .
* يجب ألا يقل ارتفاع الأسوار الداخلية والخارجية عن 280 سم .
* يجب أن تكون الأبواب والمداخل مناسبة و الا يقل ارتفاعها وعرضها عن 2.5 متر.
* يلزم وجود ممر داخلي ارتفاع جوانبه حوالي 1 متر، وذلك لسهولة التحكم في الإبل وخصوصاً أثناء إجراء وزن الحيوانات أو فحصها.
* يفضل تصميم وضع أحواض مياه الشرب و المعالف وسط الحظائر لان الإبل تميل إلى السير حول أسوار الحظائر.
* يجب ألا يقل نسبة الظل داخل الحظائر عن 50% وأن تكون المظلات بارتفاع مناسب لطول الحيوانات .
* يلزم وجود حظائر فردية للولادة وأخرى لحجز الذكور المخصصة للتلقيح بمساحة قدرها 20 متر للحظيرة . أما بالنسبة للتسمين فتحتاج الرأس الواحدة لحوالي 12 متر مربع .
* يلزم وجود مخازن للأعلاف المركزة والخشنة لحمايتها من التلف .
* إنشاء بعض الوحدات الإدارية .
* يجب أن يلحق بحظائر إناث الإبل مكان للحليب و معمل مبسط لإجراء التحليلات الكيماوية والبيولوجية للالبان الناتجة ، مع مراعاة تخصيص حظائر خاصة لكل فئة عمريه وحسب حالتها الفسيولوجية ( حمل - ولادة - حليب – تسمين )
7- التناسل في الإبل
ذكور وإناث الإبل تصل إلى عمر البلوغ الجنسي عند حوالي 3 سنوات ، ويتأثر عمر البلوغ الجنسي في الإبل بوزن الجسم والحالة الغذائية التي عليها الحيوانات ، وتصل ذكور الإبل إلى قمة نشاطها الجنسي عند عمر 7 سنوات حيث تكون قادرة على إخصاب الإناث بكفاءة عالية ، أما إناث فتصل إلى النضج الجنسي عند عمر من 4-5 سنوات وعند هذا العمر تدخل النوق في دورات من الشياع المنتظمة والتي تتركز خلال شهور ديسمبر ويناير وفبراير حيث تصل طول دورة الشياع من 20-25 يوم وتستمر من 4-6 يوم ، والتبويض في النوق لا يحدث إلا بحدوث التزوج حيث يعتبر ذلك بمثابة الحافز لها وخروج البويضة . وبحدوث إخصاب البويضة تتوقف دورات الشياع لتلد النوق أول نتاجها عند عمر من 5-6 سنة وتستمر حتى عمر 20 سنة .
من المعروف وجود موسم للنشاط الجنسي لذكور الإبل يتغير خلاله سلوك الذكر فيصبح شرساً له ميول عدوانية تجعله يهاجم الذكور الأخرى وكذلك الإنسان ولا يمكن الاطمئنان لسلوكها خلال فترة الهياج ولذا يجب أخذ الحيطة والحذر عند التعامل معها ، ففي حالة وجود أكثر من ذكر في القطعان محدودة العدد يدور قتال فيما بينها وفي النهاية يخضع الضعيف القوي وتخمد رغبته الجنسية ، وعموماً فإن نسبة الذكور إلى الإناث تختلف حسب الذكر فقد تكون 1-30 في حالة الذكور الضعيفة قد تصل إلى 1-70 في حالة الذكور الجيدة القوية .
وتظهر على ذكور التلقيح خلال موسم التناسل العلامات الآتية:-
*خروج سوائل بيضاء اللون ورغاوى كثيفة من الفم.
*إصدار أصوات معينة ( هدير وكركرة ) المصحوبة بتدلى اللسان وإخراج القلة.
*إفراز غزير لمادة سوداء كريهة الرائحة من غدة فوق الرأس و هى تعمل على جذب الإناث له .
*رفض الأكل والعمل لأيام عديدة .
*ظهور أعراض الإسهال الغير مرضى.
*الإكثار من التبول ورش البول مستعملاً في ذلك حركة الذيل .
*زيادة وزن و حجم الخصية .
خصيتي الجمل صغيرتان نسبياً تتحركان من البطن إلى كيس الصفن عند الولادة ومن المعروف أن كيس صفن الجمل لا يتدلى كما في الحيوانات المزرعية الأخرى ، والقضيب غير المنتصب يكون متجهاً إلى الخلف وفيما عدا ذلك فهو يشبه قضيب الثور. وهناك سلوك قد يكون شائع في بعض القطعان وهو أن يخص ذكر أنثى واحدة بالتلقيح طوال العام . أما في الإناث فتظهر علامات وتغيرات فسيولوجية وتشريحية وسلوكية حيث تكون قلقة وتخور باستمرار مع رغبتها في التقرب من الذكر بالإضافة إلى تورم فتحة المهبل ونزول إفرازات مخاطية ذات رائحة نفاذة ويلاحظ أيضاً ارتفاع الذيل وتحريكه من أعلى إلى أسفل عند اقتراب الذكر منها أو عند سماعها لصوته .
وتبدأ عملية الجماع بمصاحبة الذكر للأنثى التي في حالة شياع ومغازلتها ثم يشم فتحة المهبل وقد يصل الأمر به الى العض حول السنام والأفخاذ وفتحة المهبل نفسها فإن لم تبرك الأنثى على الأرض فإن الذكر يدفعها حيث تكون قواها قد أنهكت ، ويجلس خلفها ويستخدم القوائم الأمامية في ضمها و شل حركتها ، ومتوسط فترة الجماع 15-30 دقيقة وقد تصل في بعض الاحيان إلى ساعة، ففي بداية موسم التناسل سجل لذكر تلقيح 18 أنثى في اليوم ، ولكنه لا يستطيع الاستمرار في ذلك ، أما فى حالة التلقيح المستمر فيمكن للذكر أن يلقح 3 إناث في اليوم الواحد ، وبعد التلقيح تزئر الذكور مع نزول رغاوى بيضاء من الفم .
و على الرغم من تساوي نشاط المبيض إلا أن 99% من حالات الحمل تحدث في القرن الأيسر من جسم الرحم ، وولادة التوائم نادرة الحدوث ، و يبدو أن هجرة المضغة من القرن الأيمن إلى الأيسر كثيرة الحدوث وتحدث دائماً عندما يتم التبويض من المبيض الأيمن فقط ، أما إذا حدث تبويض من المبيضين معاً في نفس دورة الشياع فإنهما يبدأن في النمو كل في قرن الرحم المقابل له ولكن تموت البويضة المخصبة الموجودة في القرن الأيمن من الرحم .
ويمكن تشخيص الحمل في النوق بواسطة الجس المستقيمي وذلك بعد شهرين من الإخصاب حيث يتضخم قرن الرحم الذي به الحمل ويجب ملاحظة الظواهر الآتية ( وهي مميزة في الإبل )
* الأجسام الصفراء الكبيرة توجد فقط أثناء الحمل.
* حوالي 99% من حالات الحمل تحدث في القرن الأيسر للرحم.
* القرن الأيمن للرحم أقصر من القرن الأيسر.
* كمية السوائل المشيمية في الإبل أقل منها في الأبقار.
و وجود جسم أصفر على أحد المبيضين هو دليل قوي على وجود الحمل ، وعموماً لا يمكن جس النوق قبل اكتمال الأسبوع الثامن من الحمل ، حيث يتضخم القرن الذي به الحمل ، كذلك لا يمكن الإحساس بالمشيمة لأنها من النوع المنتشر وليست من النوع الفلقي ، وعند الأسبوع الثامن تتكون سدادة مخاطية على فتحة الرحم الخارجية والتي يمكن ملاحظتها باللمس.
عند نهاية الشهر الثالث من الحمل يكون القرن الذي به الحمل ( الأيسر) أكبر وألين من القرن الفارغ الأيمن ، وعند الشهر الرابع يكون الرحم عند حافة الحوض ويصبح بالإمكان جس أغلبه وبداية من الشهر السادس وحتى الحمل يكون بالإمكان جس الجنين والتعرف على أجزاء معينة مثل الرأس والأطراف ( الشهر السابع ) ، كذلك يمكن ملاحظة حركة الجنين عن طريق مراقبة الجانب الأيمن للبطن .
قبل الولادة بأسبوع يحدث تورم لفتحة الحيا ويزداد الضرع في الحجم مع بروز الحلمات وامتلائها باللبن مع ظهور علامات القلق على الإبل ومع قرب ميعاد الولادة تستلقي الناقة على أحد جانبها مع حدوث انقباضات لعضلات الرحم والبطن مما يؤدي إلى خروج المولود وانقطاع الحبل السرى وتستغرق هذه العملية من 30-120 دقيقة ، ويتمكن المولود من الوقوف بعد حوالي نصف ساعة من ولادته وتتم معظم ولادات الإبل في مصر خلال الفترة من ديسمبر – إبريل .
عند الولادة ، وتقوم الناقة بشم مولودها ولكنها لا تلعقه أو تجففه أو تنظفه كما تفعل الحيوانات المجترة الأخرى ، وبعد الولادة تخرج المشيمة تدريجياً وتحتوى على لتر واحد من السوائل تبدأ الناقة في إدرار السرسوب بعد حوالي ساعة ، والمواليد ليست لها أسنان ( قواطع ) وتظهر على الفك السفلي بعد حوالي أسبوعين من الولادة في حين يلاحظ وجود الأضراس على الفكين عند الولادة
مدة الحمل في الإبل : 370 يوم ( 355 يوم – 389 يوم ) وفي العادة تلد الأنثى مرة واحدة كل عامين . وتظل الناقة قادرة على الولادة لمدة تصل إلى 20 سنة ، ويمكن للناقة أن تعطي خلال هذه المدة 8 ولادات في المتوسط0
و الإبل عالية الخصوبة تحت الظروف الجيدة ، وخلال سنوات الجفاف تزداد أعداد النوق التى لا تلد وذلك بسبب عدم حدوث الشياع ، ولقد وجد أن نسبة الخصوبة تحت ظروف المراعي الطبيعية تتراوح من 34 إلى 52% 0
وهناك عوامل تسبب انخفاض نسبة الخصوبة و الكفاءة التناسلية في الإبل وهي:-
*تأخر العمر عند أول ولادة 0
*طول الفواصل بين الولادات 0
* النقص الكمى و النوعى فى التغذية 0
* فقد الأجنة بالامتصاص أو الإجهاض .
*محدودية موسم التناسل 0
* تأخر حدوث الشياع بعد الولادة
* نقص خبرة الرعاة و وجود الإبل حرة معرضة للظروف البيئية والتي قد تكون معاكسة0
و لتفادي تأثير بعض العوامل التى تؤثر على الكفاءة التناسلية يجب معرفة وقت حدوث الشياع وبالتالي إجراء التلقيح الذي يجب أن يتم خلال 1-2 يوم من بدأ الشياع ، وكذلك معرفة النسبة التناسلية ( عدد الاناث / للذكر ) حيث أن وجود أكثر من ذكر قد يؤثر على الشهوة الجنسية ويجب منع عمل الإناث أثناء الحمل الذى قد يؤدي إلى إجهاضها ، ووقاية الحيوانات من بعض الأمراض المعدية و التناسلية التي قد تسبب الإجهاض ونفوق المواليد . وعموماً فإن الكفاءة التناسلية في الإبل منخفضة تحت ظروف المراعي الطبيعية في مصر ويرجع ذلك الى العوامل السابق الاشارة لها0