المصحَّف والمحَرَّف
س31 ـ عرف المصحَّف والمحَرَّف ومثل لهما.
الجواب :
المصحَّف هو : ما كانت المخالفة فيه بتغيير في النقط مع بقاء صورة الخط، ووقوعه في المتون أكثر منه في الأسانيد.
مثاله في المتن حديث: (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ....) الحديث صحفه أبو بكر الصولي فقال: (وأتبعه شيئاً من شوال ....)
ومثاله في السند: العوام بن مراجم ـ بالراء والجيم ـ صحفه بعضهم فقال: العوام بن مزاحم بالزاي والحاء.
والمحَرَّف هو : ما كانت المخالفة فيه بتغيير في الشكل مع بقاء صورة الخط.
مثاله في السند: تحريف (سَليم) بفتح السين بـ (سُليم) بضمها.
ومثاله في المتن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (رمي أبَـيُّ يوم
الأحزاب) ، حَرَّفه غُندر فقال: أبِي بالإضافة إلى ياء المتكلم، وإنما هو
أبَـيُّ بن كعب، وأمَّا أبو جابر رضي الله عنه فقد استشهد قبل ذلك يوم أحد
في السنة الثالثة من الهجرة.
*****************************
حكم اختصار الحديث والرواية بالمعنى
س32 ـ هل يجوز تغيير صورة المتن بالنقص أو إبدال اللفظ بالمرادف له ؟؟
الجواب :
هذا السؤال مشتمل على مسألتين :
الأولى مسألة اختصار الحديث،
والثانية مسألة الرواية بالمعنى.
فأما اختصار الحديث فالأكثرون على جوازه بشرط أن يكون المختصر له عالماً
بمدلولات الألفاظ وبما يحيل المعاني، لأن العالم لا ينقص من الحديث إلَّا
ما لا تعلق له بما يبقيه منه، بخلاف الجاهل فإنه قد ينقص ما له تعلق كأن
يترك الاستثناء مثلاً.
وأما الرواية بالمعنى فالأكثرون على الجواز أيضاً ومن أقوى حججهم في ذلك :
الإجماع على جواز شرح الشريعة للعجم بلسانهم للعارف به فإذا جاز باللغة
الأخرى فجوازه باللغة العربية أولى.
ونقل ابن حجر عن القاضي عياض أنَّه قال: ينبغي سد باب الرواية بالمعنى لئلا
يتسلط من لا يحسن ممن يظن أنَّه يحسن كما وقع لكثير من الرواة قديماً
وحديثاً.
*****************************
أسباب خفاء المعنى
س33 ـ قد يخفى المعنى لأحد سببين فاذكرهما، ومَن مِن العلماء صنف في شرح الغريب وبيان المشكل من الأخبار ؟؟
الجواب :
خفاء المعنى يكون لأحد سببين :
الأول: قلة استعمال اللفظ وعند ذلك يحتاج إلى الكتب المصنفة في شرح الغريب،
وممن صنّف فيه: أبو عبيد القاسم بن سلام والزمخشري وابن الأثير.
الثاني: أن يكون اللفظ مستعملاً بكثرة لكن خفي المعنى لكونه في مدلوله
دقّة، وعند ذلك يحتاج إلى الكتب المصنفة في معاني الأخبار وبيان المشكل
منها، وممن صنف في ذلك: الطحاوي والخطابي وابن عبد البر.
*****************************
الجهالة
س34 ـ ما المراد بالجهالة ؟؟ وما هي أسبابها ؟؟
وما هو المبهم ؟؟ وما حكم روايته ؟؟ وبأي شيء يستدل على معرفته ؟؟ وما
الفرق بين مجهول العين ومجهول الحال ؟؟ وما حكم روايتهما ؟؟
الجواب :
المراد بالجهالة : عدم معرفة عين الراوي أو حاله بأن لا يعلم فيه تعديل أو تجريح.
وأسبابها ثلاثة :
الأول: كثرة نعوت الراوي من اسم أو كنية أو لقب أو حرفة فيشتهر بشيء منها
فيذكر بغير ما اشتهر به فيحصل الجهل بحاله، ومن أمثلته: (محمد بن السائب
ابن بشر الكلبي) نسبه بعضهم إلى جده فقال: محمد بن بشر، وسماه بعضهم: حماد
ابن السائب، وكناه بعضهم: أبا النضر، وبعضهم: أبا سعيد، وبعضهم: أبا هشام،
فصار يظن أنَّه جماعة وهو واحد.
الثاني: أن يكون الراوي مقلاً من الحديث فلا يكثر الأخذ عنه.
الثالث: أن لا يسمى الراوي اختصاراً من الراوي عنه كأن يقول: أخبرني رجل أو بعضهم أو شيخ، ويسمى المبهم.
فالمبهم هو: الراوي الذي لم يسم.
وحكم روايته الرد ولو أبهم بلفظ التعديل على الأصح، كأن يقول: أخبرني
الثقة، لأنه قد يكون ثقة عنده ومجروحاً عند غيره، والجرح مقدم على التعديل
عند تعارضهما.
ويستدل على معرفة اسم المبهم بوروده من طريق أخرى مسمى فيها.
والفرق بين مجهول العين ومجهول الحال هو أن :
مجهول العين ما انفرد بالرواية عنه شخص واحد، وحكمه كالمبهم إلَّا أن يوثقه غير من ينفرد عنه، أو من ينفرد عنه إذا كان متأهلاً لذلك.
أما مجهول الحال فهو أن يروي عن رجل اثنان فصاعداً ولم يوثق ويسمى مستور الحال، وقد قبل روايته جماعة من غير قيد، وردها الجمهور،
قال ابن حجر: والتحقيق أن رواية مستور الحال ونحوه مما فيه احتمال العدالة
وضدها لا يطلق القول بردها ولا بقبولها، بل يقال هي موقوفة إلى استبانة
حاله كما جزم به إمام الحرمين ومثله من جرح بجرح غير مفسر.
*****************************
البدعة
س35 ـ ما هي البدعة لغة واصطلاحاً ؟؟ وإلى كم قسم تنقسم ؟؟ مع التعريف وبيان الحكم.
الجواب :
البدعة لغة : مأخوذة من الابتداع وهو الاختراع على غير مثال سابق.
وفي الاصطلاح هي : اعتقاد ما لم يكن معروفاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يكن عليه أمره ولا أصحابه.
وتنقسم إلى قسمين، وذلك أنها :
1- إما أن تكون مكفِّرة كأن يعتقد ما يستلزم الكفر بأن ينكر أمراً متواتراً
من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة أو يعتقد عكسه، وحكم رواية هذا
المبتدع الرد مطلقاً.
2- وإما أن تكون مفسِّقة وهي ما لم يكن اعتقادها موجباً للتكفير، وقد اختلف
في رواية هذا المبتدع، فقيل: ترد مطلقاً، وقيل: تقبل إن لم يكن داعية إلى
بدعته ولم يرو ما يقويها، فإن كان داعية إليها وروى ما يقويها ردت روايته،
وهذا القول هو المختار.
*****************************
سوء الحفظ
س36 ـ ما المراد بسيء الحفظ من الرواة ؟؟ وإلى كم
ينقسم سوء الحفظ ؟؟ وبم يسمى كل من قسميه ؟؟ وما حكم رواية المختلط ؟؟
ومتى يكون حديث من لازمه سوء الحفظ أو طرأ عليه ولم يتميز ما رواه قبل ذلك
حسناً لغيره ؟؟ ومن مِن الرواة تماثل روايته رواية سيء الحفظ في ذلك الحكم
؟؟
الجواب :
المراد بسيء الحفظ من الرواة: من لم يرجح جانب إصابته على جانب خطئه.
وينقسم سوء الحفظ إلى قسمين :
1- أن يكون لازماً للراوي في جميع حالاته ويسمى الشاذ على رأي بعض أهل الحديث.
2- أن يكون طارئاً عليه إما لكبر سنه أو لذهاب بصره أو لاحتراق كتبه أو عدمها بأن كان يعتمدها فرجع إلى حفظه فساء ويسمى المختلط.
والحكم في رواية المختلط : أن ما حدّث به قبل الاختلاط إذا تميز قبل وإذا لم يتميز توقف فيه.
وإذا توبع حديث من لازمه سوء الحفظ أو طرأ عليه ولم تتميز روايته بمعتبر فوقه أو مثله صار حديثهما حسناً لغيره.
ومثل رواية هذين الموصوفين بسوء الحفظ في هذا الحكم بعد المتابعة : رواية
المستور والإسناد المرسل وكذا المدلس إذا لم يعرف المحذوف منه.
*****************************
مباحث الإسناد والسند والمتن
س37 ـ عرف الإسناد والسند والمتن، وما هي أماكن انتهاء السند ؟؟ وبم يسمى كل منها ؟؟
الجواب :
الإسناد : حكاية طريق المتن.
والسند : الطريق الموصلة إلى المتن.
فالسند رواة الحديث والإسناد فعل الرواة، وقد يطلق الإسناد على السند.
وأماكن انتهاء السند ثلاثة:
1- انتهاؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويسمى المرفوع.
2- انتهاؤه إلى الصحابي ويسمى الموقوف.
3- انتهاؤه إلى التابعي أو من دونه ويسمى المقطوع.
*****************************
المرفوع وأنواعه
س38 ـ عرف المرفوع واذكر أنواعه مع التمثيل لكل منها، واذكر شيئاً من الصيغ التي لها حكم الرفع ؟؟
الجواب :
المرفوع ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم تصريحاً أو حكماً من قول أو
فعل أو تقرير. وأنواعه ستة لأنَّ كلاً من القول والفعل والتقرير يكون رفعه
تصريحاً أو حكماً.
1- فمثال المرفوع من القول تصريحاً : أن يقول الصحابي: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول كذا، أو يقول هو أو غيره: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كذا.
2- ومثال المرفوع من الفعل تصريحاً : أن يقول الصحابي: رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يفعل كذا، أو يقول هو أو غيره: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يفعل كذا.
3- ومثال المرفوع من التقرير تصريحاً : أن يقول الصحابي: فعلت بحضرة النبي
صلى الله عليه وسلم كذا، أو يقول هو أو غيره: فعل فلان بحضرة النبي صلى
الله عليه وسلم كذا ولا يذكر إنكاره لذلك.
4- ومثال المرفوع من القول حكما : أن يخبر الصحابي الذي لم يأخذ عن
الإسرائيليات بما لا مجال للاجتهاد فيه كالإخبار عن الأمور الماضية من بدء
الخلق وقصص الأنبياء، أو الآتية كالفتن وأحوال يوم القيامة.
5- ومثال المرفوع من الفعل حكماً : أن يفعل الصحابي ما لا مجال للاجتهاد
فيه، كما قال الشافعي في صلاة عليّ في الكسوف في كل ركعة أكثر من ركوعين.
6- ومثال المرفوع من التقرير حكماً : أن يخبر الصحابي أنهم كانوا يفعلون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كذا ولا ينكر عليهم.
ومن الصيغ التي لها حكم الرفع: قولهم (من السنة كذا).
ومنها: قول التابعي (عن الصحابي يرفع الحديث) ونحو ذلك.
ومنها: قول الصحابي (أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا).
ومنها: أن يحكم الصحابي على فعل من الأفعال بأنه طاعة لله ولرسوله، أو معصية أو أن فيه إحباطاً لعمل صالح.
*****************************
الموقوف والصحبة
س39 ـ عرف الموقوف، ومن هو الصحابي ؟؟ مع شرح التعريف، وبأي شيء تعرف الصحبة ؟؟
الجواب :
الموقوف هو : ما انتهى سنده إلى الصحابي وأضيف متنه إليه.
والصحابي هو : من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام
ولو تخللت ردة في الأصح، هكذا عرَّفه الحافظ ابن حجر رحمه الله.
شرح التعريف :
المراد باللقي ما هو أعم من المجالسة والمماشاة والجلوس معه صلى الله عليه وسلم قليلاً أو كثيراً.
وقوله (مؤمناً به) يخرج من لقيه في حال الكفر أو في حال الإيمان لكن بغيره من الأنبياء دونه.
وقوله (ومات على الإسلام) يخرج به من ارتد بعد أن لقيه مؤمناً به ومات على الردة.
وقوله (ولو تخللت ردة) أي بين لقيه له مؤمناً به وبين موته على الإسلام،
فإن وصف الصحبة باق له سواء رجع إلى الإسلام في حياته صلى الله عليه وسلم
أو بعد ذلك وسواء لقيه ثانياً أم لا.
وقوله (في الأصح) إشارة إلى الخلاف وأن هذا أصح من غيره ويدل له قصة الأشعث
بن قيس فإنه كان ممن ارتد وأتي به إلى أبي بكر أسيراً فعاد إلى الإسلام
ولم يتخلف أحد عن ذكره في الصحابة ولا عن تخريج أحاديثه في المسانيد
وغيرها.
وتعرف الصحبة : بالتواتر أو الاستفاضة، أو بإخبار بعض الصحابة أو بعض ثقات
التابعين أو بخبره عن نفسه أنَّه صحابي إذا كانت دعواه ذلك تدخل تحت
الإمكان.منقول
س31 ـ عرف المصحَّف والمحَرَّف ومثل لهما.
الجواب :
المصحَّف هو : ما كانت المخالفة فيه بتغيير في النقط مع بقاء صورة الخط، ووقوعه في المتون أكثر منه في الأسانيد.
مثاله في المتن حديث: (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ....) الحديث صحفه أبو بكر الصولي فقال: (وأتبعه شيئاً من شوال ....)
ومثاله في السند: العوام بن مراجم ـ بالراء والجيم ـ صحفه بعضهم فقال: العوام بن مزاحم بالزاي والحاء.
والمحَرَّف هو : ما كانت المخالفة فيه بتغيير في الشكل مع بقاء صورة الخط.
مثاله في السند: تحريف (سَليم) بفتح السين بـ (سُليم) بضمها.
ومثاله في المتن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (رمي أبَـيُّ يوم
الأحزاب) ، حَرَّفه غُندر فقال: أبِي بالإضافة إلى ياء المتكلم، وإنما هو
أبَـيُّ بن كعب، وأمَّا أبو جابر رضي الله عنه فقد استشهد قبل ذلك يوم أحد
في السنة الثالثة من الهجرة.
*****************************
حكم اختصار الحديث والرواية بالمعنى
س32 ـ هل يجوز تغيير صورة المتن بالنقص أو إبدال اللفظ بالمرادف له ؟؟
الجواب :
هذا السؤال مشتمل على مسألتين :
الأولى مسألة اختصار الحديث،
والثانية مسألة الرواية بالمعنى.
فأما اختصار الحديث فالأكثرون على جوازه بشرط أن يكون المختصر له عالماً
بمدلولات الألفاظ وبما يحيل المعاني، لأن العالم لا ينقص من الحديث إلَّا
ما لا تعلق له بما يبقيه منه، بخلاف الجاهل فإنه قد ينقص ما له تعلق كأن
يترك الاستثناء مثلاً.
وأما الرواية بالمعنى فالأكثرون على الجواز أيضاً ومن أقوى حججهم في ذلك :
الإجماع على جواز شرح الشريعة للعجم بلسانهم للعارف به فإذا جاز باللغة
الأخرى فجوازه باللغة العربية أولى.
ونقل ابن حجر عن القاضي عياض أنَّه قال: ينبغي سد باب الرواية بالمعنى لئلا
يتسلط من لا يحسن ممن يظن أنَّه يحسن كما وقع لكثير من الرواة قديماً
وحديثاً.
*****************************
أسباب خفاء المعنى
س33 ـ قد يخفى المعنى لأحد سببين فاذكرهما، ومَن مِن العلماء صنف في شرح الغريب وبيان المشكل من الأخبار ؟؟
الجواب :
خفاء المعنى يكون لأحد سببين :
الأول: قلة استعمال اللفظ وعند ذلك يحتاج إلى الكتب المصنفة في شرح الغريب،
وممن صنّف فيه: أبو عبيد القاسم بن سلام والزمخشري وابن الأثير.
الثاني: أن يكون اللفظ مستعملاً بكثرة لكن خفي المعنى لكونه في مدلوله
دقّة، وعند ذلك يحتاج إلى الكتب المصنفة في معاني الأخبار وبيان المشكل
منها، وممن صنف في ذلك: الطحاوي والخطابي وابن عبد البر.
*****************************
الجهالة
س34 ـ ما المراد بالجهالة ؟؟ وما هي أسبابها ؟؟
وما هو المبهم ؟؟ وما حكم روايته ؟؟ وبأي شيء يستدل على معرفته ؟؟ وما
الفرق بين مجهول العين ومجهول الحال ؟؟ وما حكم روايتهما ؟؟
الجواب :
المراد بالجهالة : عدم معرفة عين الراوي أو حاله بأن لا يعلم فيه تعديل أو تجريح.
وأسبابها ثلاثة :
الأول: كثرة نعوت الراوي من اسم أو كنية أو لقب أو حرفة فيشتهر بشيء منها
فيذكر بغير ما اشتهر به فيحصل الجهل بحاله، ومن أمثلته: (محمد بن السائب
ابن بشر الكلبي) نسبه بعضهم إلى جده فقال: محمد بن بشر، وسماه بعضهم: حماد
ابن السائب، وكناه بعضهم: أبا النضر، وبعضهم: أبا سعيد، وبعضهم: أبا هشام،
فصار يظن أنَّه جماعة وهو واحد.
الثاني: أن يكون الراوي مقلاً من الحديث فلا يكثر الأخذ عنه.
الثالث: أن لا يسمى الراوي اختصاراً من الراوي عنه كأن يقول: أخبرني رجل أو بعضهم أو شيخ، ويسمى المبهم.
فالمبهم هو: الراوي الذي لم يسم.
وحكم روايته الرد ولو أبهم بلفظ التعديل على الأصح، كأن يقول: أخبرني
الثقة، لأنه قد يكون ثقة عنده ومجروحاً عند غيره، والجرح مقدم على التعديل
عند تعارضهما.
ويستدل على معرفة اسم المبهم بوروده من طريق أخرى مسمى فيها.
والفرق بين مجهول العين ومجهول الحال هو أن :
مجهول العين ما انفرد بالرواية عنه شخص واحد، وحكمه كالمبهم إلَّا أن يوثقه غير من ينفرد عنه، أو من ينفرد عنه إذا كان متأهلاً لذلك.
أما مجهول الحال فهو أن يروي عن رجل اثنان فصاعداً ولم يوثق ويسمى مستور الحال، وقد قبل روايته جماعة من غير قيد، وردها الجمهور،
قال ابن حجر: والتحقيق أن رواية مستور الحال ونحوه مما فيه احتمال العدالة
وضدها لا يطلق القول بردها ولا بقبولها، بل يقال هي موقوفة إلى استبانة
حاله كما جزم به إمام الحرمين ومثله من جرح بجرح غير مفسر.
*****************************
البدعة
س35 ـ ما هي البدعة لغة واصطلاحاً ؟؟ وإلى كم قسم تنقسم ؟؟ مع التعريف وبيان الحكم.
الجواب :
البدعة لغة : مأخوذة من الابتداع وهو الاختراع على غير مثال سابق.
وفي الاصطلاح هي : اعتقاد ما لم يكن معروفاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يكن عليه أمره ولا أصحابه.
وتنقسم إلى قسمين، وذلك أنها :
1- إما أن تكون مكفِّرة كأن يعتقد ما يستلزم الكفر بأن ينكر أمراً متواتراً
من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة أو يعتقد عكسه، وحكم رواية هذا
المبتدع الرد مطلقاً.
2- وإما أن تكون مفسِّقة وهي ما لم يكن اعتقادها موجباً للتكفير، وقد اختلف
في رواية هذا المبتدع، فقيل: ترد مطلقاً، وقيل: تقبل إن لم يكن داعية إلى
بدعته ولم يرو ما يقويها، فإن كان داعية إليها وروى ما يقويها ردت روايته،
وهذا القول هو المختار.
*****************************
سوء الحفظ
س36 ـ ما المراد بسيء الحفظ من الرواة ؟؟ وإلى كم
ينقسم سوء الحفظ ؟؟ وبم يسمى كل من قسميه ؟؟ وما حكم رواية المختلط ؟؟
ومتى يكون حديث من لازمه سوء الحفظ أو طرأ عليه ولم يتميز ما رواه قبل ذلك
حسناً لغيره ؟؟ ومن مِن الرواة تماثل روايته رواية سيء الحفظ في ذلك الحكم
؟؟
الجواب :
المراد بسيء الحفظ من الرواة: من لم يرجح جانب إصابته على جانب خطئه.
وينقسم سوء الحفظ إلى قسمين :
1- أن يكون لازماً للراوي في جميع حالاته ويسمى الشاذ على رأي بعض أهل الحديث.
2- أن يكون طارئاً عليه إما لكبر سنه أو لذهاب بصره أو لاحتراق كتبه أو عدمها بأن كان يعتمدها فرجع إلى حفظه فساء ويسمى المختلط.
والحكم في رواية المختلط : أن ما حدّث به قبل الاختلاط إذا تميز قبل وإذا لم يتميز توقف فيه.
وإذا توبع حديث من لازمه سوء الحفظ أو طرأ عليه ولم تتميز روايته بمعتبر فوقه أو مثله صار حديثهما حسناً لغيره.
ومثل رواية هذين الموصوفين بسوء الحفظ في هذا الحكم بعد المتابعة : رواية
المستور والإسناد المرسل وكذا المدلس إذا لم يعرف المحذوف منه.
*****************************
مباحث الإسناد والسند والمتن
س37 ـ عرف الإسناد والسند والمتن، وما هي أماكن انتهاء السند ؟؟ وبم يسمى كل منها ؟؟
الجواب :
الإسناد : حكاية طريق المتن.
والسند : الطريق الموصلة إلى المتن.
فالسند رواة الحديث والإسناد فعل الرواة، وقد يطلق الإسناد على السند.
وأماكن انتهاء السند ثلاثة:
1- انتهاؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويسمى المرفوع.
2- انتهاؤه إلى الصحابي ويسمى الموقوف.
3- انتهاؤه إلى التابعي أو من دونه ويسمى المقطوع.
*****************************
المرفوع وأنواعه
س38 ـ عرف المرفوع واذكر أنواعه مع التمثيل لكل منها، واذكر شيئاً من الصيغ التي لها حكم الرفع ؟؟
الجواب :
المرفوع ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم تصريحاً أو حكماً من قول أو
فعل أو تقرير. وأنواعه ستة لأنَّ كلاً من القول والفعل والتقرير يكون رفعه
تصريحاً أو حكماً.
1- فمثال المرفوع من القول تصريحاً : أن يقول الصحابي: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول كذا، أو يقول هو أو غيره: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كذا.
2- ومثال المرفوع من الفعل تصريحاً : أن يقول الصحابي: رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يفعل كذا، أو يقول هو أو غيره: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يفعل كذا.
3- ومثال المرفوع من التقرير تصريحاً : أن يقول الصحابي: فعلت بحضرة النبي
صلى الله عليه وسلم كذا، أو يقول هو أو غيره: فعل فلان بحضرة النبي صلى
الله عليه وسلم كذا ولا يذكر إنكاره لذلك.
4- ومثال المرفوع من القول حكما : أن يخبر الصحابي الذي لم يأخذ عن
الإسرائيليات بما لا مجال للاجتهاد فيه كالإخبار عن الأمور الماضية من بدء
الخلق وقصص الأنبياء، أو الآتية كالفتن وأحوال يوم القيامة.
5- ومثال المرفوع من الفعل حكماً : أن يفعل الصحابي ما لا مجال للاجتهاد
فيه، كما قال الشافعي في صلاة عليّ في الكسوف في كل ركعة أكثر من ركوعين.
6- ومثال المرفوع من التقرير حكماً : أن يخبر الصحابي أنهم كانوا يفعلون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كذا ولا ينكر عليهم.
ومن الصيغ التي لها حكم الرفع: قولهم (من السنة كذا).
ومنها: قول التابعي (عن الصحابي يرفع الحديث) ونحو ذلك.
ومنها: قول الصحابي (أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا).
ومنها: أن يحكم الصحابي على فعل من الأفعال بأنه طاعة لله ولرسوله، أو معصية أو أن فيه إحباطاً لعمل صالح.
*****************************
الموقوف والصحبة
س39 ـ عرف الموقوف، ومن هو الصحابي ؟؟ مع شرح التعريف، وبأي شيء تعرف الصحبة ؟؟
الجواب :
الموقوف هو : ما انتهى سنده إلى الصحابي وأضيف متنه إليه.
والصحابي هو : من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام
ولو تخللت ردة في الأصح، هكذا عرَّفه الحافظ ابن حجر رحمه الله.
شرح التعريف :
المراد باللقي ما هو أعم من المجالسة والمماشاة والجلوس معه صلى الله عليه وسلم قليلاً أو كثيراً.
وقوله (مؤمناً به) يخرج من لقيه في حال الكفر أو في حال الإيمان لكن بغيره من الأنبياء دونه.
وقوله (ومات على الإسلام) يخرج به من ارتد بعد أن لقيه مؤمناً به ومات على الردة.
وقوله (ولو تخللت ردة) أي بين لقيه له مؤمناً به وبين موته على الإسلام،
فإن وصف الصحبة باق له سواء رجع إلى الإسلام في حياته صلى الله عليه وسلم
أو بعد ذلك وسواء لقيه ثانياً أم لا.
وقوله (في الأصح) إشارة إلى الخلاف وأن هذا أصح من غيره ويدل له قصة الأشعث
بن قيس فإنه كان ممن ارتد وأتي به إلى أبي بكر أسيراً فعاد إلى الإسلام
ولم يتخلف أحد عن ذكره في الصحابة ولا عن تخريج أحاديثه في المسانيد
وغيرها.
وتعرف الصحبة : بالتواتر أو الاستفاضة، أو بإخبار بعض الصحابة أو بعض ثقات
التابعين أو بخبره عن نفسه أنَّه صحابي إذا كانت دعواه ذلك تدخل تحت
الإمكان.منقول