بـديـلات الألـبـان المستخدمة في تغذية صغار المجترات
عبارة عن مسحوق مكون من مخلوط مواد لبنية (اللبن الفرز المجفف أو الشرش المجفف أو بروتين الشرش المجفف) أو مصادر بروتينية أخرى وشحوم حيوانية وزيوت نباتية مشبعة (مستحلبة ومجنسة) ومصادر الكربوهيدارت مع بعض الإضافات كالفيتامينات والعناصر المعدنية الضرورية ومضادات الأكسدة وقد يحتوي علي المضادات الحيوية ومكسبات الطعم والرائحة ويستعمل المخلوط المتجانس بعد إذابته في الماء ليحل محل اللبن الكامل في تغذية صغار المجترات.
وقد تنتج بديلات ألبان محمضة أو مخمرة وتستخدم في تغذية صغار المجترات كوسيلة لتعديل تركيز أيون الإيدروجين pH في الأمعاء الدقيقة والغليظة ، لتقليل حالات الإسهال.
يعرف بديل اللبن Milk Replacers بأنه مجموعة من المواد الغذائية تعطى عند خاطها بالماء محلولا يتشابه مع اللبن إلي حد كبير من حيث الصفات الطبيعية والكيماوية والغذائية فهذا المخلوط الجاف من المواد الغذائية عند خلطه بالماء يعطى محلولا يميل إلي الأبيض وكثافة تشابه كثافة اللبن – كما أن التركيب الكيماوي من حيث مستواه من البروتين واللاكتوز (مصادر الطاقة) وكذلك الدهون تشابه التركيب الكيماوي للبن الطبيعي.
وقد اهتمت أوساط تربية الحيوانات بإنتاج بديلات اللبن المتعددة الأنواع وذلك نظرا لفائدتها الكبيرة تحت ظروف الإنتاج المختلفة. ومن أهم دواعي استعمال بديلات اللبن في تغذية الحيوانات الرضيعة ما يلي:
1- ارتفاع أسعار اللبن الطبيعي نتيجة زيادة الطلب عليه أو لقلة الإنتاج.
2- عند ظهور إصابة باللبن الناتج من الحيوانات يكون إعدامه ضروريا مثل حالات الحمى القلاعية – السل – التهاب الضرع ... الخ.
3- في حالة التغذية الإضافية لإنتاج لحم البتلو المعروف باسم Baby veal حيث يمكن تركيز الطاقة في بديلات اللبن بمعدلات عالية تدفع الحيوان للنمو السريع مع التحكم في لون اللحم الناتج نظرا لاستبعاد الحديد من غذاء الحيوان نهائيا.
4- في حالة الأغنام نتيجة لنفوق الأمهات عقب الولادة تظهر مجموعة الحملان اليتامى Orphan lambs فيكون استعمال بديلات اللبن ضرورة لتغذية هذه الحملان.
(أ) مكونات بديلات الألبان Constituents of Milk Replacevs
تدخل في بديلات اللبن عدد من المكونات الغذائية لتلبيه المصادر المختلفة في البديل من طاقة وبروتين .. الخ. وقبل مناقشة هذه المكونات ونسب تواجدها في البديلات ، يجب الإشارة إلي الأساس العلمي في اختيار مكونات البديل.
(ب) الأساس العلمي في اختيار مكونات البديل:
المعروف أن الحيوانات الرضيعة (عجول – حملان – ماعز) في أولى مراحل عمرها وحتى الفطام تعتبر في مرحلة Pre-ruminant أي تشابه الحيوانات وحيدة المعدة من حيث طبيعة وأسلوب الهضم ، وعلي ذلك فأن اختيار مكونات بديل اللبن يجب أن تتمشى مع طبيعة الهضم في هذه المرحلة.
أن الحيوانات الرضيعة تعتمد في هضمها أساسا علي المعدة والأمعاء الدقيقة وما يفرز فيها من أنزيمات وعصارات هاضمة يفرزها الحيوان من الأعضاء المسئولة عن ذلك. وبالمقابل إذا رجعنا إلي معلوماتنا بخصوص الاحتياجات الغذائية للحيوانات الرضيعة نجد أنها تنحصر في المركبات التالية:
1- طاقة (دهون – كربوهيدارت).
2- بروتين (أحماض أمينية أساسية وغير أساسية).
3- فيتامينات وأملاح معدنية.
أولا : مصادر الطاقة:
1- من مصادر الطاقة المعروفة هي الكربوهيدرات بأنواع الذائب (سكريات – نشا) وغير الذائب (ألياف خام). في الوقت الذي نجد فيه أن – الأنزيمات المسئولة عن هضم الكربوهيدرات في الحيوانات الرضيعة في الفترة من الميلاد وحتى 6-8 أسابيع هي أنزيم لاكتيز Lactase أساسا أما أنزيمات الاميليز Amylase لهضم النشا لم ينشط وجودها بالنسبة الكافية ولذلك نجد أن مصدر الطاقة الوحيد خلال هذه المرحلة من العمر (ولادة - 6-8 أسابيع) هو اللاكتوز والجلوكوز – أما النشا فلا يصلح لأن الحيوانات لا تستطيع هضمه لعدم فعالية أنزيمات الأميليز. ولذلك فإن اختيار المصادر الكربوهيدراتية في بديلات اللبن لهذه المرحلة من العمر يكون محصورا في اللاكتوز (ومصدره اللبن الفرز) والجلوكوز. أما النشا سواء في صورة نقية وحبوب مطحونة فإنه لا يضاف إلا في البديلات التي تستعمل بعد عمر 8 أسابيع بنسبة لا تتعدى 15-20% ولا يضاف السكروز في أي مرحلة لأن هضمه يكون غير مستفاد منه.
2- الدهون : وهي المصدر الغني في الطاقة ونلاحظ أن الحيوان الرضيع من يوم ميلاده وهو مهيأ لهضم الدهون بواسطة أنزيمات الليبيز Lipase النشطة وعلي ذلك يمكن إضافة الدهون إلي بديلات اللبن واستعمالها في أي عمر من أعمار الحيوان الرضيع. ولكن يبقى سؤال هام ، هل يمكن استعمال الدهون الحيوانية أم الزيوت النباتية ؟ في الواقع أثبتت الدراسات أن الحيوانات الرضيعة يمكنها الاستفادة من بعض الزيوت النباتية كمصدر للدهون في البديلات وأن كان يفضل إضافة بعض الدهون الحيوانية أيضا حتى تكون مصدرا للاحماض الدهنية الضرورية التي تفتقر إليها الزيوت النباتية. ولذلك فإن استعمال الدهون والزيوت النباتية في حدود 20-25% من البديل ممكنا.من الدهون الحيوانية المستعملة: دهون اللبن – دهن اللحم Beef Tallow ، ومن الزيوت النباتية: زيت جوز الهند – زيت فول الصويا المهدرج وبصورة عامة فأنه يجب ملاحظة عمل عملية التجنيس Homogenization للزيوت والدهون المستعملة حتى يستفيد منها الحيوان أعلى استفادة وكذلك يضاف إليها بعض المواد المستحلبة Emulsifiers حتى لا يطفو فوق سطح الماء عند خلطة عند التغذية ويستعمل لذلك الحامض الأميني Lecithin مع مواد مانعة للأكسدة Anti-Oxidants لعدم تزنخ الدهون مثل فيتامين E.
ثانيا: مصادر البروتين:
1- مركبات Non-protein netrogem (NPN) وهذه لا تستعمل إطلاقا في بديلات اللبن أو في غذاء الحيوان الرضيع عموما لأن الكرش لم يتطور بعد وبالتالي لا توجد الفلورا (الكائنات الدقيقة) القادرة علي تمثيل هذه المركبات.
2- البروتينات والأحماض الأمينية المختلفة. وهذه يستطيع الحيوان الرضيع الاستفادة منها ولكن بنوعيات معينة خلال الفترة من الميلاد وحتى 6-8 أسابيع بعد الولادة يكون نشاط أنزيم الببسين وحامض Hcl في المعدة غير موجود ، وهو الأنزيم الذي يهضم مختلف البروتينات في المعدة ولكن يختص في تخثير بروتين اللبن (الكازين Casein) . معنى ذلك أن البديلات المستعملة من عمر يوم وحتى 6-8 أسابيع يكون المصدر البروتيني فيها هو الكازين أي بروتين اللبن ولذلك يستعمل لهذا الغرض اللبن الفرز المجفف بنسبة قد تصل 50-75% وبعد هذا العمر يمكن استعمال مصادر أخرى منها بروتين فول الصويا بعد معاملته بالحرارة للتخلص من المواد المضادة لنشاط أنزيم التربسين Anti-Trypsin وقد تستعمل أيضا الخميرة. كما قد تستعمل بعض البروتينات الحيوانية أيضا مثل مسحوق السمك ولكن بعد معاملته بطريقة للتخلص من رائحته المعروفة أما البروتينات النباتية الأخرى فيمكن استعمالها للبديلات بعد عمر 8 أسابيع بكل اطمئنان.
ثالثا: الفيتامينات والأملاح المعدنية:
تضاف مختلف الأملاح المعدنية والفيتامينات التي يحتاجها الحيوانات الرضيعة إلي البديلات بالنسبة المقررة ويتوقف ذلك علي التركيب المعدني والفيتامينات في المكونات المستعملة في البديل. فاللبن الفرز مثلا غني في الكالسيوم والفوسفور وفيتامين B12 بينما يفتقر إلي الحديد ، النحاس والمنجنيز والفيتامينات التي تذوب في الدهون.
ونجد أن هناك علاقة بين مكونات البديل المستعملة ومدى استفادة الحيوان من الأملاح المعدنية والفيتامينات المضافة أو الموجودة بها أصلا ويمكن إجمال هذه التأثيرات فيما يلي:
• المعاملة الحرارية الشديدة أثناء تجفيف اللبن الفرز يقلل من الكالسيوم المتاح للاستفادة حتى يعطي تخثر كامل لبروتين اللبن في المعدة. ولذلك فإن إضافة كالسيوم زيادة يكون أساس.
• وجود دهون غير مهضومة يقلل من هضم وامتصاص المعادن وخاصة الكالسيوم والماغنسيوم.
• يجب توفير كل احتياجات B12 إذا استعمل بروتين نباتي في البديل.
• الاحتياجات من فيتامين E تكون عالية إذا استعمل في البديل دهون غير مشبعة بكميات كبيرة.
• بروتين مسحوق السمك خالي تقريبا من الفيتامينات. لذلك يجب إضافة الفيتامينات الكافية في هذه الحالة وخاصة فيتامين E الذي تزداد – الاحتياجات إليه مع وجود مسحوق السمك في البديل.
رابعا: المضادات الحيوية: Antibiotics
بفضل كثير من شركات صناعة بديلات اللبن إضافة المضادات الحيوية وذلك لضمان استمرار النمو الطبيعي للحيوانات الرضيعة نتيجة حمايتها من الأمراض المختلفة وخاصة الاسهالات في المراحل الأولى من العمر. وإن كثير من المربين يرون لهذه الإضافة فائدة إذا كانت رعاية الحيوانات الرضيعة سليمة من الناحية الصحية Hygene وكذلك عندما يتناول الحيوان كفايته من السرسوب colostrum في أول حياته بعد الولادة.
الاختبارات الوصفية :
1- يحتوي علي 60% علي الأقل بروتينات لبنية من البروتين الكلي.
2- إلا تزيد نسبة دقيق الحبوب عن 10% من المادة الجافة للبديل.
3- أن تكون الدهون المستخدمة مستحلبة مجنسة منها 90% دهون حيوانية وأن لا تزيد قطر حبيبات الدهن عن 1 ميكرون وأن لا تزيد نسبة الأحماض الدهنية الحرة عن 6% والمواد غير الذائبة لا ترسب إلا بعد مرور 15 دقيقة علي الأقل من إضافته إلي الماء.
4- لا تقل قابليته للذوبان في الماء عن 80%.
5- لا يزيد العدد القياسي للبكتيريا في المطبق الواحد عن 30000 خلية/جم وأن يكون خاليا من البكتيريا من نوع ايشيريشيا كولاي E.coli ومن نوع سالمونيلا.
الاختبارات التحليلية:
لا تقل نسبة البروتين الخام عن 19% ، لا تزيد نسبة الرطوبة عن 7% ، لا تقل نسبة الدهن الخام عن 14% ، لا تزيد نسبة الألياف الخام عن 1% ، لا تزيد نسبة الرماد الخام عن 11% ، لا تزيد نسبة الكربوهيدرات الذائبة عن 50% ، لا تزيد نسبة اللاكتوز عن 28%.
المراجع والمصادر:
1- السيد بسيوني : "الأعلاف ومتطلبات الثروة الحيوانية" ، سلسلة اخترنا للفلاح ، سلسلة كتب للثقافة الريفية يصدرها مجلس الإعلام الريفي، وزارة الزراعة المصرية ، العدد (159) ، مايو 1999.
2- مصطفى نوار : "تغذية حيوانات المزرعة" ، الطبعة الرابعة ، جامعة الزقازيق ، 1993.
3- معهد بحوث الإنتاج الحيواني : "تغذية الحيوان علميا وعمليا" ، الطبعة الأولى ، مركز البحوث الزراعية ، وزارة الزراعة المصرية ، 1997.منقول